لأن في داخل كل منا طفلاً أهوج وعاشقاً للألم كثير منا يتورط عاطفياً منذ أن يتعلم أبجديات المشاعر تجاه الجنس الآخر.. الحب والإعجاب مشاعر ومفردات يتعلمها الإنسان عند احتكاكه بالآخرين في المجتمعات الطبيعية فهي مشاعر فطرية لا تتعارض مع التكوين البشري بل هي تؤكده أن للحب معنى واسعاً هو حبُّ الوالدين والإخوة والأصدقاء والأقارب والجيران وكل البشر.. الطفل الذي يسكننا ونسكنه يصرُّ دائماً على أن نمنحه كامل الحرية للتحليق كطائر يتجاوز الحدود المرسومة ليعطي بصدق دون تكلف ودون خوف ودون نفاق اجتماعي.. نعم لن يستطيع أحد مهما كان لا والداك ولا أي قوة بأن تمنع قلبك من الخفقان من أجل حلم يمنحك السعادة أو الألم.. أنت تحب ابنة الجيران أو إحدى قريباتك أو تعجب بها هي مشاعر تخصك أنت سواء أعلنت عنها أو كتمتها.. في زمننا هذا يتمكن الجميع من التواصل مع من يحبون ومن يكرهون من خلال التقنية التي لاتسمح لأحد بأن يكون عليك سلطة.. النصائح الكثيرة لاتجدي نفعاً لكن الفهم العقلاني للإنسان ولأبنائنا هو الذي يجدي نفعاً..الحب مطلب اجتماعي وإنساني قبل أن يكون مطلباً غريزياً.. ما يحدث من مشكلات كونية وصراعات وحروب هي ليست سوى نتيجة لفقدان الحب الحقيقي بين البشر وانتشار لروح الكراهية التي تغذيها مصالح بعضهم والمحبة والحب هي جزء من تكوين الإنسان العاطفي فمتى ما شوَّهنا تلك المشاعر في أطفالنا خرج إلينا مجتمع مشوه فبرنامج مثل (شاعر المليون) ومسابقة مثل (مزايين الإبل) كشفت كم نحن نعيش ممنهجين منذ طفولتنا على ضعف مشاعر الحب تجاه من هم ليسوا منا.. وكأننا من كوكب آخر.. الحب ترضعه الأمهات لأبنائها بدءاً من حب الله ورسوله وانتهاء بحب الآخرين ممن هم حولنا ومن كافة الشعوب.. نحن نحتاج إلى كم هائل مخزون من الحب تجاه الآخرين من أبناء الوطن أو خارجه فعندما ينتشر فيروس الحب بين أبناء المجتمع نكون قد ضمنا مستقبلاً جميلاً وانتصرنا على من يريدون الإيقاع بيننا كإخوة متحابين لامجال لاختراقنا.. ولايمكن أن يكون ذلك إلا بنشر الحب بكل الوسائل بين الأبناء في المنزل والمجتمع وتحطيم الأفكار التي لاتؤدي إلا إلى زرع القيم البالية كالمناطقية والقبلية وغيرها واستبدالها بأننا إخوة نعيش في منزل واحد اسمه الوطن.