قُتِل ما لا يقل عن 20 مدنياً بينهم 3 أطفال أمس الجمعة في مدينة الفلوجة (غرب العراق) بعد أن أصابت قذائف هاون منازلهم. ونقلت شبكة «السومرية» الإخبارية عن مسؤول في القطاع الطبي -رفض ذكر اسمه- إن المستشفى العام في الفلوجة استقبل أمس 20 جثة لسكانٍ من المدينة؛ من بينهم 3 أطفال وامرأة. وذكر المسؤول ذاته أن 30 شخصاً آخرين جُرِحوا في القصف على الفلوجة التي تعد المدينة الرئيسة في محافظة الأنبار. ولم يتضح بعد من الذي أطلق القذائف. وكانت الفلوجة التي تبعد حوالي 60 كيلومتراً غرب العاصمة بغداد؛ مسرحاً في الأشهر الماضية لقتالٍ عنيفٍ بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم «داعش». وبحسب مستشفى الفلوجة العام، قُتِلَ 1900 شخص على الأقل في المدينة خلال السنة الفائتة جراء القصف وإطلاق الصواريخ. وفي عام 2013، شهدت محافظة الأنبار التي يعتنق معظم سكانها المذهب السني احتجاجات متواصلة ضد رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، الذي أرسل في نهاية السنة قوات الأمن إلى المنطقة لتفريق مخيمات الاحتجاج. وسمحت الاشتباكات التي تلت ذلك بحصول تنظيم «داعش» على موطئ قدم في الفلوجة والرمادي. وسيطر التنظيم المنشق عن القاعدة على مزيد من الأراضي العراقية في يونيو الماضي، كما سيطر على مناطق شاسعة في سوريا المجاورة. وفي سياقٍ متصل بأحداث العنف في البلاد، قُتِلَ ثلاثة رجال دين سنَّة في هجومٍ نفذه مسلحون مساء أمس الأول في قضاء الزبير غرب مدينة البصرة (جنوبالعراق). وأفاد رئيس اللجنة الأمنية في قضاء الزبير، مهدي ريكان، بأن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية هاجموا بنيران أسلحتهم رجال دين كانوا يستقلون سيارة أخرى مساء الخميس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أئمة المساجد». وذكر أن الهجوم «وقع عند مدخل الزبير عندما كان الضحايا، وهم خطباء وأئمة مساجد في القضاء، في طريق عودتهم من مدينة البصرة بعد حضور اجتماع مخصص لبحث استعدادات الاحتفال بالمولد النبوي» الذي يصادف اليوم السبت. من جهته، أعلن وزير الداخلية العراقي، محمد سالم الغبان، فتح تحقيقٍ في الهجوم، متهماً قوى «تخدم مشروع داعش بتنفيذه لسجن الأجواء مجدداً بالطائفية»، في حين اتهم حزب سياسي سني مجموعات شيعية مسلحة بالوقوف خلف الهجوم. وتنامى نفوذ هذه المجموعات في الأشهر الماضية بعد انخراطها في القتال إلى جانب القوات الأمنية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها «داعش». بدوره، قال مدير الوقف السني في البصرة، الشيخ محمد بلاسم، إن رجال الدين الثلاثة الذين قُتِلوا هم: إمام مسجد الزبير يوسف محمد ياسين، وإمام مسجد البسام إبراهيم شاكر وإمام مسجد زين العابدين أحمد موسى. ويعتقد الحزب الإسلامي العراقي، الذي ينتمي إليه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أن فصائل شيعية مسلحة نفذت هذا الهجوم. وجاء في بيانٍ للحزب «يبدو أن مجرمي الميليشيات أغاظهم هذا التمسك الطيب بهوية مدينة البصرة الأصيلة التي تواجه اليوم مخططاً خبيثاً لمحوها». وبَقِيَت البصرة، التي تضم خليطاً من السنة والشيعة، إلى حد كبير في منأى عن أعمال العنف التي تضرب مناطق واسعة في البلاد منذ أعوام طويلة. وتعتبر المحافظة الحدودية مع الكويت نقطة ثقل اقتصادي بالنسبة للعراق لكونها تضم أهم حقول استخراج النفط. قال مصدرٌ في قوات البشمركة الكردية في العراق إن طيران التحالف الدولي قصف أمس عدداً من مواقع وتجمعات عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في مناطق جنوب وغربي كركوك (250 كيلومتراً شمالي بغداد). وأوضح المصدر أن طيران التحالف كثَّف الجمعة من تحليقه فوق مدينة كركوك ومناطق التماس الفاصلة بين قوات البشمركة وعناصر «داعش» في مناطق جنوب وغرب كركوك التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وأضاف «قصف التحالف آليات ومواقع لتجمعات داعش في تل الورد ومكتب الخالد غرب كركوك ومواقع أخرى في ناحية الرشاد جنوباً»، واصفاً القصف بأنه كان مركزاً ودقيقاً ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم. ولم يقدم المصدر أي تفاصيل عن عدد القتلى والجرحى.