إن أي مشروع أو قرار تربوي بلا شك، الهدف منه سيكون المصلحة العامة وتلافي السلبيات في الحقول التعليمية حتى تصل إلى نظام متكامل وإيجابي يناسب طموحاتنا ومتغيرات العصر، وذلك يتطلب استعراض الأفكار الجديدة وتبادل الخبرات وتطبيق التجارب المفيدة، وبما أن تدوير مديري ومديرات المدارس سلاح ذو حدين فلا بد أن توضع له ضوابط دقيقة توضح نتائجه ومدى فاعليته سيما أنه استحدث بعد دراسة متعمقة فلا بد إذن أن يطبق بحزم خاصة أنه يخص شريحة من المديرين والمديرات الذين يعتبرون قدوة وهم من يساهمون بشكل مباشر وفعال في رفع كفاءة التعليم. وبما أن التعليم نظام حيويٌّ متكاملٌ يعتبر في حد ذاته مشاركة بين المؤسسات التعليمية والإدارية هنا تحديداً لابد أن يبرز دور الإدارة المدرسية بما فيها من عناصر إشرافية تُقدرُ أن العمل الإشرافي ليس منصب تشريف بقدر ماهو تكليف يدعم العملية التعليمية بكل أبعادها ذلك لما للدور الرقابي من أهمية بالغة في التقويم؛ وتصحيح المسار خاصة مع وجود بعض المديرين الذين يفتقرون لثقافة العمل ويحتكرونه بدائرة ضيقة مع ظلم الكفاءات، وليس لديهم مصداقية، تسيرهم الأهواء، والمحاباة، وغض النظر عن الأخطاء، أحاديون في قراراتهم كثيرو التخبط، يعملون بشخصانية ويطبقون القرارات بنصوصها لا بروحها وذلك بدا جلياً عند بعضهم الذين استمروا لسنوات لم ينفض عنهم غبار التجديد بل كانوا يعتبرون المؤسسة التعليمية إرثاً ورثوه. فجاء التدوير كفرصة سانحة لتحسين مستويات المديرين المقصرين بل واستبعادهم إن لزم الأمر كما أتمنى أن يجرى كشف نفسي عليهم فبعضهم ربما يعاني عللاً نفسية يكون لها أسوأ الأثر على الوسط التعليمي حيث أن المدير هو القائد التربوي الذي يشرف على تحقيق الأهداف التربوية من أجل إعداد النشء وتربيته تربية متكاملة روحياً وخُلقياً وجسمياً واجتماعياً، ليكونوا مواطنين صالحين قادرين على الإسهام في إنماء مجتمعهم فلابد أن يكون هناك اهتمام بالجوانب النفسية له وعدم إغفالها. السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيجتهد المشرفون في تتبع نتائج قرار التدوير بكل أبعاده؟ وهل ستدفعهم هممهم إلى استخلاص نتائجه المرجوة وتحسينها وتطويرها بما يلزم؟