حقق التعليم في المملكة العربية السعودية، منذ تأسيسه إنجازات كبيرة هي محل فخر واعتزاز لكل مواطن من توفر التعليم المجاني ونشره وانخفاض نسبة الأمية وتطوير المناهج والتوسع في استبدال المباني المستأجرة وتحسين إجراءات اختيار المعلمين وتحسين الأوضاع الوظيفية .. إلخ ومع أهمية هذه الإنجازات إلا إننا ما زلنا ننتظر المزيد لمواجهة التحديات المعاصرة التي منها المنافسة العالمية والثورة المعرفية التي تتطلب رؤيةَ جديدة لما يجب أن يكون علية الطالب مستقبلاً. ولذا أتى مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام ليحقق هذه الرؤية ويقرب الفجوة بين الواقع والمأمول. والإشراف التربوي من الجهات المنوط بها أن تسهم في إحداث هذا التغيير بترجمة المشاريع الوزارية وتفعيلها وتحقيق الجودة في المخرجات التربوية والتعليمية بتحسين عملية التعلم والتعليم ورفع المستوى الشخصي والمهني لأبنائنا الطلاب. ومع هذا الدور الكبير أقف هذه الوقفات: -1 لابد أن يكون العمل الإشرافي التربوي مخططاً منظماً وفق إجراءات محددة وواضحة . -2 لا يمكن أن نرسم خطة عمل بلا تشخيص علمي للواقع، فيشخص الموقف التعليمي ويبرز ما فيه من قوة وضعف وبوجه المعنيين للعلاج وتصحيح المسار . -3 بما أن الإشراف التربوي يهدف إلى تحسين عملية التعلم والتعليم فبعد التخطيط لابد من التقويم والمتابعة . -4 لا يحقق أي عمل أهدافه إلا بالتعاون والتكامل بين الأطراف والأقسام المعنية وفي التربية والتعليم الهدف مشترك وهو الاتجاه نحو الطالب فلابد أن نسعى لتحقيق الهدف بالتعاون والتكامل بين الجميع من قيادات تربوية وعاملين في الميدان ومجتمع محلي ومدرسي.. ولذا على الإشراف التربوي أن يقنع المعلم بأن ما يعمله داخل الصف هو مكمل لما يقوم به الطلاب خارجه أي يجعل المعلم يربط بين ما يدرسه الطالب داخل المدرسة وخارجها وأن يشجع المعلم الطلاب على التطبيق العملي لما يدرسونه. -5 لابد أن يسعى الإشراف التربوي لتبني الأساليب الإشرافية المفعلة لدور الطالب كي يكون التعلم نشطاً من تبني استراتيجيات تدريس مفعلة لدور الطالب وأساليب إشرافية نوعية سواء كانت زيارات إشرافية، نشرات تربوية ، قراءات موجهة ، ورش عمل .. الخ -6 أساس النجاح في الأعمال التركيز والتخطيط الجيد، فمثلاً حين يمارس المشرف التربوي مهامه عليه أن يركز في عمله في اجتماع أو لقاء له مع المعلمين لتحسين الأداء التربوي؛ يجب أن يكون للاجتماع أهداف واضحة وألا يكون المشرف هو المصدر الوحيد للمعلومة، بل يجب أن يشارك الجميع وأن يكون دور المشرف التربوي هو التنسيق وإدارة الحوار . وحين تتم زيارة المعلم زيارة صفية لابد من مداولة إشرافية مركزة فلا يتعجل في مناقشة المعلم بل يلزم على المشرف التربوي أن يبقى فترة وجيزة لوحده لترتيب الأفكار وتوقع ردود الأفعال واختيار الكلمات المشجعة وذكر نقاط القوة في درسه وعمله ومن ثم يحاوره في بعض النقاط التي يرى تلافيها أو تحسينها ليكون درسه أفضل مستقبلاً وهكذا .. في بقية الأعمال والمهام المنوطة .