لا تتفاجأ لو قيل لك إن ابنك مصاب بمرض نفسي أو عقلي وعلاجه قد يستغرق وقتاً طويلاً، وقد يُشفى منه وقد يستمر ملازماً له طوال الحياة.. أمراض كثيرة عضوية ونفسية لم يكتشف العلم الحديث أسبابها الحقيقية ولم يتوصل إلى علاجها بشكل جذري.. فرط الحركة وعدم التركيز والتوحد هي أمراض قد تكون معروفة من السابق، لكنها أمراض يصعب علاجها ولم تعرف أسبابها الحقيقية وماينشر من فترة لأخرى عن اكتشاف أسبابها ليس سوى اجتهادات وتوقعات يمكن نقضها.. وكما عرفنا أن مكوث الأطفال أمام شاشات التلفزيون أو أجهزة الألعاب الإلكترونية والتهام الأكل وشرب المشروبات الغازية دون نشاط رياضي أو حركة هو أهم أسباب سمنتهم، فإن العلم أيضاً يؤكد وجود علاقة مباشرة بين كثير من أمراض الأطفال النفسية والعقلية وبين الألعاب الإكترونية فعزلة الطفل في غرفته وممارسته الألعاب الإلكترونية تتسبب في عزلته عن الآخرين وجعله منطوياً على نفسه وتؤدي إلى التوتر والعصبية التي قد تصيب المخ بمشكلات عقلية ونفسية ..نحن أمام أطفال وجيل كامل من المرشحين لتلك الأمراض مستقبلا ولن تجدي فيهم أنواع العلاجات التي قد تفشل، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفتها المادية وغير ذلك وهو الأهم أننا معرضون لفقدان أبنائنا وهم الذين سيعتمد عليهم الوطن في البناء وليس من المنطق أن نفاجأ بأن من سيبني ويقود الوطن من أبنائنا ليسوا سوى مجموعة من الزومبيات والمرضى عقلياً ونفسياً وجسدياً ..نحن أمام تحدٍ كبير وللآباء والأمهات دور كبير في معالجته كذلك للتربية والإعلام دور، فالتربية والتعليم هي المسؤول الأول لوضع الحلول قبل أن يستفحل الأمر.. كيف نعالج وضع هؤلاء الأبناء وانتشالهم بطرق حديثة من مستنقع الألعاب الإلكترونية من خلال وضع البدائل الأفضل وتدريب أولياء الأمور على الطرق التربوية المناسبة لحماية أبنائهم، فالوقاية هي العلاج .. ألم تكن لدى الجيل القديم برامج رياضية ومعارض للفنون التشكيلية أين هي رياضة الجمباز التي تدرَّس في مدارس دول مجلس التعاون والعالم ..أليست هناك وسائل جذب للعمل الجماعي للطلاب وإشغالهم بهوايات وأعمال مشاركات مفيدة كدروس التقوية.. هذا الجيل يمنح الدرجات الممتازة وخاصة في المدارس الخاصة دون أن يبذلوا جهداً في الدراسة لأنهم مشغولون بهذا الساحر العصري المسمى بالألعاب الإلكترونية .أبدع فيها المبرمجون ليجعلوها وسائل إدمان أخطر من المخدرات أنقذوهم قبل أن يتحولو إلى زومبيات.