وسعت قوات البشمركة الكردية أمس عملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش» في محيط جبل سنجار في شمال غرب العراق، بعد يومين من إعلانها فك الحصار عن الجبل؛ حيث تتواجد مئات العائلات الأيزيدية. وتأتي هذه العملية ضمن هجوم هو «الأكبر» بدأته القوات الكردية الأربعاء، مدعومة بغطاء جوي كثيف من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقال مجلس الأمن القومي الكردي في بيان «عند الساعة الثامنة صباحاً شنت قوات البشمركة هجوماً جديداً من جنوب ربيعة (الحدودية مع سوريا) باتجاه جبل سنجار». كما «انضمت جبهة ثالثة إلى العملية الواسعة، تمتد من زمار (قرب سد الموصل كبرى مدن شمال العراق) غرباً» وصولاً إلى سنجار. وأشار البيان إلى أن قوات البشمركة استعادت السيطرة على عدد من القرى شمال جبل سنجار الذي يمتد بطول 60 كلم قرب الحدود مع سوريا. ويشارك في العملية التي بدأت الأربعاء، أكثر من ثمانية آلاف مقاتل، وهي «الأكبر والأكثر نجاحاً» ضد الجهاديين، بحسب السلطات الكردية. وأشار مجلس الأمن الكردي أمس إلى أن الهدف من توسيع العمليات هو «محاصرة وتنظيف منطقة مساحتها قرابة 2100 كلم مربع». وشن التنظيم المتطرف في أغسطس هجوماً على منطقة سنجار، موطن الأقلية الأيزيدية التي تعرضت إلى عملية «إبادة»، بحسب الأممالمتحدة، شملت قتل المئات من أبنائها وسبي النساء والفتيات. ودفع الهجوم مئات العائلات للجوء إلى الجبل؛ حيث حاصرهم التنظيم. وتمكن مقاتلون أكراد غالبيتهم سوريون، من فك الحصار عن الجبل وإجلاء آلاف من المحتجزين. إلا أن التنظيم عاود في الأسابيع الأخيرة حصار الجبل الذي يدافع عنه مقاتلون من البشمركة ومتطوعون أيزيديون. كما تشارك في عمليات الدفاع مجموعات من «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، إضافة إلى مقاتلين تابعين لحزب العمال الكردستاني. وأشار بيان لوحدات الحماية الجمعة إلى أنها تتقدم جنوباً لاستعادة قرى من تنظيم «داعش» عند الحدود العراقية، بهدف إعادة فتح ممر من جبل سنجار إلى المناطق الكردية في شمال شرق سوريا. وأتاح هذا الممر في الصيف لآلاف الأيزيديين الخروج من الجبل نحو الأراضي السورية. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس إن تنظيم «داعش» أعدم 100 من مقاتليه الأجانب حاولوا الفرار من مدينة الرقة شمال سوريا، التي تعد معقلاً للتنظيم. ونقلت الصحيفة عن ناشط معارض للتنظيم وكذلك لنظام الرئيس السوري بشار الأسد قوله إنه تحقق من «100 إعدام» لمقاتلين أجانب في تنظيم «داعش» حاولوا مغادرة مدينة الرقة هرباً من المعارك. وذكر مقاتلون في الرقة أن التنظيم شكّل شرطة عسكرية لمراقبة المقاتلين الأجانب الذين يتخلفون عن واجباتهم، وجرى اقتحام عشرات المنازل وتم اعتقال عديد من الجهاديين، بحسب الصحيفة. وذكرت تقارير أن بعض الجهاديين فاجأهم واقع القتال في سوريا. وبحسب تقارير صحافية بريطانية في أكتوبر فقد طلب خمسة بريطانيين وثلاثة فرنسيين وألمانيان وبلجيكيان العودة إلى أوطانهم بعد أن اشتكوا بأنهم أصبحوا يقاتلون جماعات متمردة أخرى بدلاً من قتال نظام الأسد. وقالت إن تنظيم «داعش» يعتقلهم. وطبقا لباحثين في المركز الدولي لدراسات التطرف في كلية كنغز كوليدج في لندن فإن ما بين 30 و50 بريطانياً يريدون العودة إلى بلادهم ولكنهم يخشون الحكم عليهم بالسجن، واتصل جهادي يمثلهم بالمركز لإبلاغه ذلك.