بدا عدد من المثقفين والإعلاميين مطمئنين لتعيين الدكتور عبدالعزيز الخضيري، وزيراً جديداً للثقافة والإعلام مؤملين أن يكون هذا التعيين الذي وصفوه بالمهم جداً، مصدر خير؛ نظراً لما يحمله الوزير من سمات قيادية من خلال ما تسلمه من مراكز قيادية مختلفة. فقد أشاد مدير استوديو الإذاعة في المنطقة الشرقية محمد بو علي بالوزير الجديد، مشيراً إلى أنه شخصية قيادية لها بصماتها المتميزة في كل ما تقلده من مناصب. وقال: لابد أن تحظى كافة المؤسسات الإعلامية والثقافية بالدعم الإعلامي المطلوب، ليواكب إعلامنا السعودي الإعلام الجديد، ويخدم الوطن فيما يقدمه، ويبرز مكانة المملكة على مستوى العالم أجمع، خاصة أن الإعلام اليوم هو لغة العالم، كما شدد البو علي على أهمية التجديد وتحريك الدماء الجديدة؛ ليكون هناك حراك لتقديم أشياء جديدة وفاعلة تناسب مختلف ميول الناس. من جهته أشار مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم إلى أن هناك عديداً من الأمور التي يتطلع المثقفون والأدباء والفنانون إلى تحقيقها، ومن أهمها زيادة الدعم الموجه للثقافة والفنون في المملكة، وأن يكون هناك دعم واهتمام بالبرامج الثقافية والفنية الشبابية، وإنشاء مقرات نموذجية لجمعيات الثقافة والفنون، مع زيادة دعمها. وأضاف الغوينم قائلاً: الناس بحاجة لبث إبداعي يلتقون فيه لينثروا إبداعاتهم؛ لأن هذه الإبداعات تصب في مصلحة الوطن أولاً وأخيراً، وأشار إلى حاجة الشباب للدعم الجيد كي ينعكس ذلك على الوطن، بالإضافة إلى الحاجة لزيادة الدعم المالي المقدم للقطاعات الثقافية والفنية والأدبية. واقترح رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي في الأحساء الدكتور ظافر الشهري رفع الدعم السنوي المقدم للأندية الأدبية؛ حيث إن الدعم لم يتجاوز مليون ريال منذ أربعين عاماً، أي منذ أن أُسس أول نادٍ في المملكة. وقال: إن هذا الدعم لا يفي بمتطلبات الأندية الآن في ضوء ارتفاع تكاليف طباعة الكتب، وتذاكر الطيران، والفنادق، وإذا أردنا أن تحقق الأندية الأدبية المأمول منها فلابد من دعمها؛ لأن الأندية اليوم لم تعد مقصورة على محاضرة أو أمسية، أو إصدار كتاب كل سنة، بل إنها تفتحت على الثقافة بشكل واسع، فأصبح هناك ورش عمل، ودورات، وجوائز، وشراكات اجتماعية مع جهات أخرى، بل إن بعض المهرجانات والملتقيات بلغت تكلفتها 800 ألف ريال أو مليون ريال. وأعرب الشهري عن أمله في أن يحدث الدكتور عبدالعزيز الخضيري نقلة كبيرة في واقع الأندية الأدبية في المملكة، خاصة أن الخضيري تقلد عدة مناصب قبل أن يعتلي كرسي الوزارة. مؤكداً أن النجاح سيكون حليفاً للخضيري؛ لأنه رجل يعمل بإخلاص وصدق. أما كبير مذيعي التليفزيون السعودي «القناة الأولى» فهد ناصر الحمود فقال: لاشك أن الوزير الجديد هو من الطاقات الوطنية المشهود لها بالعمل الدؤوب والجاد، فهو من خيرة رجال الدولة؛ لذا نأمل منه تفعيل الدماء الشابة في بناء هذا الوطن. مشيراً إلى أن الإعلام هو الواجهة الحقيقية التي تعكس كافة الإنجازات التي تقوم بها المملكة، والمطلوب من الإعلام كثير إذا نظرنا إلى الساحة الإعلامية في هذا العصر، الذي تشغله عديد من القنوات التي تعيش سباقاً في تحقيق المطلوب منها ومن الإعلام الجديد. وأضاف الحمود: إن الوزير الجديد أمامه كثير من التحديات، وعليه مسؤولية وطنية في إبراز ما تقدمه المملكة لمواطنيها وأشقائها وأصدقائها، كذلك مسؤولية داخل جهاز الإذاعة والتليفزيون في المملكة، فقد تجاوزت قنواتنا 11 قناة، ولابد من أن تكون لدى الوزير الاستراتيجيات الإعلامية، ووضع خطة إعلامية لتفوُّق هذه القنوات عالمياً وجذب المُشاهد لقنواتنا المحلية، وجعل قنواتنا تسير جنباً إلى جنب مع الإعلام العربي والدولي بكافة قنواته. أما رئيس تحرير صحيفة الحوار الكاتب الصحفي فالح الصغير فأشار لوجود كثير من النقاط التي تحتاج لتصحيح ودعم، ومن أهمها الاهتمام بالثقافة، وأن يكون للمملكة صوت قوي مؤثر في الداخل والخارج، وأن يكون للإعلام السعودي بكل أنواعه صوت مؤثر بعيد عن الروتين والتقليدية. وقال: نحن في زمن التقنية المتسارعة والمتطورة، ولابد أن يكون إعلامنا قوياً، كذلك الاستفادة من الإعلام الجديد كتويتر والفيسبوك وغيرهما استفادة كبيرة، فحتى في الدول المتقدمة يوظفون هذا الإعلام حتى في الانتخابات الأوروبية، فلم يعد الإعلام تليفزيوناً وإذاعة وصحفاً فقط، ولابد أن يتم التعامل مع الإعلامي وظيفياً حسب تخصصه في الإعلام وعدم تكليفه بأعمال خارج نطاق عمله، وكذلك الاهتمام بالصحفي السعودي، وإنشاء مراكز تدريب على مستوى عالٍ من الحرفية للصحفيين، وابتعاثهم للدول المتطورة في مجال الصحافة، كذلك الاهتمام بصياغة الخبر سواء للتليفزيون أو للوكالات صياغة توافق تطورات العصر، كما لابد من تفعيل الهيئات التي تم إنشاؤها للقيام بدورها كما ينبغي مثل هيئة الإذاعة والتليفزيون، والوكالات. أما أستاذ الأدب الحديث المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الشاعر الدكتور نبيل المحيش فقد ركز على ضرورة التسريع في إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، وإعادة إحياء جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية في مختلف المجالات الثقافية والفنية والأدبية، كذلك تحقيق توصيات المثقفين والأدباء السعوديين التي اتخذت في المؤتمرات.