الدوام لله سبحانه وتعالى، فهو الحي الباقي، وكل شيء هالك إلا وجهه، لكن أحياناً تختلط الضحكات بالدموع فالموت لا يُوقِف حركة الحياة إذ يقال عندنا إن الحي أبقى من الميت لذلك يعيش الآلاف داخل المقابر يأكلون ويشربون ويتناسلون ويقيمون أفراحهم ويغطون القبور ليصنعوا منها مناضد يصنعون عليها الطعام والشراب.. بل كان كاتبنا الكبير الروائي والمسرحي الصديق “خيري شلبي” يؤجر حوش إحدى المقابر ليكتب هناك روائعه وكنا نتضاحك عندما نتذكر ذلك.. وعندما سألوا “جحا المصري” (هل السير أمام الجنازة حلال أم حرام؟) قال للسائل (امشِ أمام الجنازة أو امشِ وراءها، المهم ألا تكون بداخلها).. وكان “جورج برنارد شو” يكره ممارسة الرياضة، وعندما تجاوز التسعين من عمره كان يقول (إن الرياضة الوحيدة التي أمارسها هي رياضة السير في جنازات أصدقائي الذين يحبون ممارسة الرياضة).. وفى إحدى الجنازات اقترب رجل من شقيق المتوفى وسأله (هل أنت الذي توفيت أم شقيقك؟).. أما أغرب جنازة عاصرتها فقد كانت لسيدة أعمال معروفة في ضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، التي بحكم علاقاتها وشهرتها حضر جنازتها كبار رجال الأمن والضباط والصحفيين وعلية القوم، وقاموا بتشييع الجنازة مسافة طويلة ثم حملتها عربة مسرعة إلى المقابر، وبعد عدة شهور ظهرت هذه السيدة حية واتضح أنها لم تمت لكنها افتعلت هذه الجنازة الوهمية حتى تسقط ديونها لدى البنوك بالوفاة. من قديم جلال عامر في الشرق