دعت الجبهة الشعبية عموم الشعب التونسي إلى قطع الطريق أمام عودة من اعتبرته المرشح الفعلي لحركة النهضة وحلفائها محمد منصف المرزوقي، إلى رئاسة الجمهوريّة بعد أن اكتوت تونس وشعبها زمن حكمه بنار الاغتيالات السياسية وخاصة اغتيال الشهيدين شكري بلعيد والحاج محمّد البراهمي . واستنكرت الجبهة في الآن ذاته إمكانية عودة منظومة الاستبداد والفساد القديمة بآليّات وطرق وتحالفات جديدة معادية لمطالب الثورة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، متابعة أن مرشح نداء تونس الباجي قايد السبسي لم يوضح بعد مشروع حكمه في ما يتصل بعلاقته بحركة النهضة وإمكانية إشراكها في الحكم إضافة إلى أن حزبه يضم في صفوفه وضمن أغلبيته النيابية ومسانديه العديد من رموز النظام القديم مما ستكون له انعكاسات سلبية على ملفات لا تقبل المساومة عند الجبهة الشعبية. ودعت الجبهة الباجي قائد السبسي الى استبعاد رموز النظام السابق المنضوين تحت لواء حزبه نداء تونس. ياتي موقف الجبهة الشعبية اليسارية ليؤكد الأخبار التي راجت مؤخرا حول نيتها عدم دعم السبسي اليا في الجولة الثانية للرئاسية وترك حرية الإختيار لأنصارها، وهو موقف منتظر اذا ما تمعنا في سلسلة التصريحات التي ادلى بها ناطقها الرسمي حمة الهمامي الذي استبعد ان تقرر الجبهة مساندة السبسي خوفا من احداث انقسام خطير صلب الجبهة بما يهدد وحدتها الداخلية ويقوض صرحها في هذا الوقت بالذات بعد ان نجحت في الفوز بالمرتبة الثالثة في الدورة الأولى للرئاسية والمرتبة الرابعة في التشريعية. وفي موضوع اخر، قال عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون بان تصريحات المرشح للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المنصف المرزوقي و الذي شكك فيها بمصداقية الهيئة تقلق الهيئة التي ما انفكت تسهر على حسن سير الانتخابات. و استغرب بفون تشكيك المرزوقي في الانتخابات ما قبل حصولها ما يعتبر «حكما استباقيا على نتائج الانتخابات و على مردودية الهيئة «. و أضاف عضو هيئة الانتخابات بان الهيئة ستجتمع و ستنظر في التصريحات التي تشكك في مصداقيتها و ستقوم بأخذ عدد من المواقف مشيرا إلى أن هذه القرارات لن تصل لحد فتح تحقيق و لكن ستكون ردعية. ويذكر ان الهيئة قد طالبت سابقا كلا المترشحينالمرزوقي والسبسي بالابتعاد على المصطلحات الاستفزازية على غرار «التزوير و التزيف و التشكيك « . الا ان المنصف المرزوقي اعاد استعمال نفس الألفاظ متهما نداء تونس بالعمل على تزييف انتخابات الدورة الثانية لصالح مرشحه السبسي. وكانت الهيئة المستقلة للانتخابات قامت بجمع كلا المرشحين المنصف المرزوقي و الباجي قائد السبسي و تم التطرق في اللقاء الى ضرورة تهدئة الأوضاع و الابتعاد عن التصريحات الاستفزازية لكلا الطرفين للحفاظ على «حملة انتخابية راقية «. و في هذا الإطار دعت الهيئة كلا المرشحين للتقليص من وتيرة التشنج خاصة بعد تسبب تصريحات المرشحين في إشعال النعرات الجهوية التي ادخلت مناطق الجنوب التونسي في دوامة عنف كادت ان تؤدي الى خلق فتنة بين افراد الشعب التونسي لولا تدخل المجتمع الأهلي ونجاحه في تهدئة الأجواء.