استقبل مستشفى الملك خالد في نجران، العام الماضي أكثر من 550 ألف مراجع وأجرى مليوني عملية فحص للعينات في مختبره الرئيس الأمر الذي يعكس أهمية المستشفى للمنطقة منذ افتتاحه في 25 / 06/ 1404ه، حيث يعد المستشفى المرجعي الوحيد بالمنطقة نظراً لتعدد الخدمات والتخصصات المتوفرة فيه، والأكبر من حيث سعته السريرية التشغيلية والاستيعابية التي تبلغ فعلياً نحو 300 سرير. وأوضح مدير عام الشؤون الصحية في منطقة نجران، الصيدلي صالح المؤنس، أن مكانة المستشفى تعدت مجرد كونه مستشفىً مرجعياً وحيداً في المنطقة، إلى أن صار أشبه بالصرح الطبي العلمي بما يقدمه من خدمات في مجال التعليم لطلاب الكليات والمعاهد الطبية من تدريب علمي وعملي باعتباره جهة معتمدة في منح شهادات الامتياز لطلبة كليات الطب والتمريض ومعاهد العلوم الصحية، وبما يقدمه لعموم أفراد المجتمع من خدمات تثقيفية وتوعوية، وبما يشارك فيه من تطبيقات البحث العلمي والدراسات العليا.وأشار إلى أنه منذ دخول مستشفى الملك خالد مراحل الإعداد والتقييم للحصول على شهادة الاعتماد من قبل المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، ومن بعده شهادة اعتماد الجودة من اللجنة المشتركة الدولية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حقق المستشفى في السنتين الأخيرتين تقدماً نوعياً غير مسبوق في المنطقة وعلى مستوى المملكة، بما تم استحداثه فيه من خدمات وبما تم تفعيله من تطبيقات في مجال الجودة وفق المعايير العالمية، حتى حصل على الاعتماد الوطني والشهادة الدولية للجودة وبدرجة نجاح متقدمة على مستوى المملكة. وقال إن المستشفى حصل على التقييم والاعتماد بشهادة الجودة الوطنية والدولية مع خطة شاملة للتطوير والتحديث في شتى جوانب المستشفى الإدارية والطبية المساعدة والأقسام الفنية غير الطبية، مما أعطى هذا المستشفى العتيق والعريق والعملاق روح الحداثة والمعاصرة، وجعل منه صرحاً طبياً حضارياً معتمداً بشهادة معايير الجودة الوطنية ومعايير الجودة الدولية، ويعود الفضل في هذه النجاحات للإدارة السليمة وإلى جهود العاملين في الكادر الإداري. وذكر أن من ضمن مشاريع التطوير والتحديث في مستشفى الملك خالد قسم الطوارئ الجديد الذي يستقبل الحالات الطارئة والحرجة بنظام فرز محكم للتعامل مع هذه الحالات، وقد زود القسم بعدد كافٍ من سيارات الإسعاف الحديثة المجهزة، بالإضافة إلى تجهيز مهبط للإسعاف الجوي، كما تم تزويده بنظام حديث للأشعة وشاشات عرض عالية الدقة، وكذلك قسم العناية المركزة المجهز بأحدث الأجهزة الذي تم زيادة سعته السريرية ليستوعب 38 مريضاً بعد أن كان يستوعب 9 فقط، إضافة إلى ربطه بواسطة الاتصال المرئي بين استشاري العناية المركزة في المستشفى والاستشاريين في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، إلى جانب قسم المناظير التشخيصية وجراحة مناظير الجهاز الهضمي، حيث تم تطوير هذا القسم وتحديثه بتخصيص موقع جديد له منفصل عن غرف العمليات القديمة، ثم تزويده بطاقم حديث من مناظير الجهاز الهضمي التشخيصية والجراحية، وغرف التعقيم، مما مكنه من إجراء آلاف عمليات التنظير التشخيصي للجهاز الهضمي، وكذلك آلاف عمليات استئصال المرارة والزائدة الدودية بالمنظار، بالإضافة إلى وحدة الحروق والتجميل الخاصة بحالات الحروق وذلك من خلال زيادة عدد أسرِّة العناية المركزة الخاصة بحالات الحروق من 4 إلى 8 أسرَّة حديثة، وبتجهيز الغرف بالكامل بنظام العزل، وأجهزة العناية المركزة. وأوضح المؤنس أنه تم استحداث أسلوب العمل بجراحات التجميل لتشمل العمليات بنظام الرقع الجلدية الشبكية، حيث أجريت عمليات الترقيع للمئات من المصابين مما ساعد على شفاء أغلبهم وخروجهم من المستشفى ليتلقوا المتابعة والرعاية في العيادة الخارجية، وقسم غرف العمليات الرقمية الذي يتكون من مشروع غرف العمليات الرقمية في مستشفى الملك خالد بنجران، الذي يُعد الأحدث في الشرق الأوسط ويحتوي على 9 غرف عمليات في مبنى مستقل، ويهدف إلى الاستفادة من التطورات الكبيرة والسريعة في التكنولوجيا الرقمية التي تُمَكِّن الأطباء من إجراء العمليات للمرضى بدقة متناهية. بالإضافة إلى وجود مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب لتلبية حاجة المنطقة لخدمة قسطرة القلب التشخيصية والعلاجية ودعامات الشرايين التاجية، وعمليات القلب المفتوح، ومركز أمراض وعلاج السكري، ومركز طب العيون، وتطوير قسم التعقيم، إضافة إلى تطوير قسم الأشعة. وأشار المؤنس إلى إنجازات المستشفى، وأبرزها الاعتماد من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، والحصول على المركز الخامس في المملكة، والحصول على المركز الأول في جراحة اليوم الواحد من جميع العمليات الجراحية في المستشفى على مستوى مستشفيات المملكة للسنة الخامسة على التوالي، كما حصل المستشفى على المركز الأول على مستشفيات المملكة في حقوق وعلاقات المرضى، وأصبح مركزاً تدريبياً معتمداً من الوزارة.ويُعد المستشفى من أفضل مستشفيات المملكة التي تتوفر فيها أسرِّة العناية المركزة مجهزة بعدد 30 سريراً مقارنة بعدد أسرِّة المستشفى بشكل عام؛ حيث لم يواجه المستشفى في أي يوم من الأيام مشكلات عدم توفر أسرِّة للحالات الحرجة والطارئة في العناية المركزة، كما حصل على شهادة الاعتماد العالمي من المنظمة الأمريكية الدولية (JCI) كأول مستشفى حكومي في المنطقة الجنوبية، وكذلك الاعتراف العام بالمستشفى من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية كمستشفى تدريبي وتعليمي. وأكد المؤنس أن المستشفى أصبح مغطى باستشاريين في جميع التخصصات الرئيسة والفرعية، وتميز بتشغيل مركز أمراض وجراحة القلب، وبداية عمليات القسطرة التشخيصية والعلاجية التي تعد الأولى في تاريخ نجران، وأنهى بذلك معاناة مرضى القلب في المنطقة، وإجراء أول عملية قلب مفتوح على مستوى القطاعات الجنوبية لوزارة الصحة في المملكة.