يمثل مستشفى الملك خالد أهمية كبرى في منطقة نجران، لما أحدثه من نقلة نوعية غير اعتيادية في تاريخ صحة المنطقة منذ افتتاحه في عام 1404 وحتى اليوم، كونه المستشفى المرجعي الوحيد بالمنطقة المتعدد الخدمات والتخصصات المتوفرة به، والأكبر من حيث سعته السريرية التشغيلية والاستيعابية التي تبلغ فعلياً نحو 300 سرير. وأوضح مدير المستشفى، الدكتور عبده الزبيدي، أن المستشفى أصبح أشبه بالصرح الطبي العلمي بما يقدمه من خدمات في مجال التعليم لطلاب الكليات والمعاهد الطبية من تدريب علمي وعملي، باعتباره جهة معتمدة في منح شهادات الامتياز لطلبة كليات الطب والتمريض ومعاهد العلوم الصحية، وبما يقدمه لعموم أفراد المجتمع من خدمات تثقيفية وتوعوية، وبما يشارك فيه من تطبيقات البحث العلمي والدراسات العليا. وقال: منذ دخول المستشفى مراحل الإعداد والتقييم للحصول على شهادة الاعتماد من قبل المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، ومن بعده شهادة اعتماد الجودة من اللجنة المشتركة الدولية بالولايات المتحدة الأميركية، حقق المستشفى في العامين الأخيرين تقدماً نوعياً غير مسبوق بالمنطقة وعلى مستوى المملكة، بما تم استحداثه فيه من خدمات، وبما تم تفعيله من تطبيقات في مجال الجودة وفق المعايير العالمية، حتى حصل المستشفى على الاعتماد الوطني والشهادة الدولية للجودة وبدرجة نجاح متقدمة على مستوى المملكة. وعن مراحل التطوير به أوضح أن أولى المراحل كانت بقسم الطوارئ الجديد الذي حظي بالدعم منذ افتتاحه عام 1431 حتى أصبح كمستشفى مصغر بسعة 30 سريراً لكافة الخدمات الطارئة والحرجة بنظام فرز محكم للتعامل مع هذه الحالات. وقد زود القسم بعدد كافٍ من سيارات الإسعاف الحديثة المجهزة، إضافة إلى تجهيز مهبط للإسعاف الجوي. كما تم تزويده بنظام حديث للأشعة وشاشات عرض عالية الدقة ووحدة لأشعة الرنين المغناطيسي وغرفة عمليات صغرى للطوارئ، وتدشين قسم العناية المركزة الجديد المزود بأحدث الأجهزة وزيادة سعته السريرية ليستوعب أكثر من 38 مريضاً، بعد أن كان يستوعب 9 مرضى فقط، إضافة إلى ربطه بواسطة الاتصال المرئي بين استشاري العناية المركزة بالمستشفى والاستشاريين بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. كما شمل التطوير قسم المناظير التشخيصية وجراحة مناظير الجهاز الهضمي، ووحدة الحروق وجراحة التجميل، وقسم غرف العمليات الرقمية الذي يعتبر الأحدث في الشرق الأوسط، حيث ترجم المركز هذا التطوير بإجراء أول عملية قلب مفتوح على مستوى القطاعات الجنوبية لوزارة الصحة بالمملكة بكل كفاءة ونجاح. وفي مركز طب الأسنان تمت زيادة العيادات من 9 عيادات لتصبح حالياً 12 عيادة أسنان متكاملة تقدم خدمات طب الأسنان من المستوى الثالث. كما يعتبر مركز طب العيون المركز المتخصص الوحيد الذي يغطي منطقة نجران، ويراجعه من 80 إلى 100 مراجع يوميا بالعيادات. وأعلن الزبيدي أنه تم إحلال بنك الدم القديم بالمستشفى بآخر حديث مجهز بأحدث وحدات التبرع بالدم وأجهزة حفظ الدم (كالثلاجات الرقمية الحديثة) وفصل مكوناته، مشيرا إلى تطوير قسم الأشعة بالمستشفى. وعن إنجازات المستشفى أكد أن ذلك يتمثل في الحصول على الاعتماد من المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، والحصول على المركز الخامس بالمملكة، وتحقيق المركز الأول في جراحة اليوم الواحد، حيث حقق نسبة 83% من جميع العمليات الجراحية بالمستشفى، والمركز الأول على مستشفيات المملكة في حقوق وعلاقات المرضى، وأصبح مركزا تدريبيا معتمدا من الوزارة. كما يعد من المستشفيات الأُول بالمملكة في مشروع نظام العمليات الرقمية الأحدث عالميا، والذي يسهم في إجراء العمليات الجراحية بدقة متناهية، وذلك بتسع غرف عمليات جديدة تعتبر الأفضل في الشرق الأوسط، إضافة إلى أنه يعتبر من أفضل مستشفيات المملكة التي تتوفر بها أسرة العناية المركزة بعدد 30 سريرا، مقارنة بعدد أسرة المستشفى بشكل عام، حيث لم يواجه المستشفى في أي يوم من الأيام مشاكل عدم توفر أسرة للحالات الحرجة والطارئة في العناية المركزة، كذلك حصل المستشفى على شهادة الاعتماد العالمي من المنظمة الأميركية الدولية (JCI) كأول مستشفى حكومي في المنطقة الجنوبية، وأيضا الاعتراف العام بالمستشفى من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية كمستشفى تدريبي وتعليمي، إلى جانب إجراء العديد من العمليات الجراحية النادرة ولأول مرة في تاريخ المنطقة، وخاصة في العمود الفقري والمخ والأعصاب وجراحات المناظير المتقدمة، واستقطاب العديد من الأطباء والاستشاريين، سواء بالعقود الدائمة أو الأطباء الزائرين. كما حصل المستشفى على التميز في برنامج الهرمونات ودلالات الأورام على مستوى مختبرات المملكة.وأشار إلى أنه تمت إضافه مبنى جديد لمركز الأمير سلطان لأمراض القلب لتلبية حاجة المنطقة لخدمة قسطرة القلب التشخيصية والعلاجية ودعامات الشرايين التاجية. وفي إطار الخطوات المتسارعة في تطوير الخدمات الصحية في منطقة نجران وما تعانيه المنطقة من افتقار في المراكز الطبية المتخصصة خلال السنوات الماضية استطاع مستشفى الملك خالد بنجران مؤخرا من إنهاء معاناة مرضى القلب في المنطقة بعمليات القسطرة والقلب المفتوح حيث بدأ التشغيل الفعلي للمركز في منتصف شهر ذي القعدة لعام 1433 وتمكن مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب في مستشفى الملك خالد بالمنطقة من إجراء العديد من القسطرة التشخيصية والعلاجية وتكللت جميعها بالنجاح، وإجراء أول عملية قلب مفتوح على مستوى القطاعات الجنوبية لوزارة الصحة بالمملكة بكل كفاءة ونجاح. وبين أن المركز يضم 60 سرير تنويم داخلي بفرعيه الرجال والنساء وتم تجهيز المركز بالعديد من الأجهزة الطبية المتقدمة والمتطورة بأفضل التقنيات العالمية في هذا المجال وكذلك معملين لعمليات القسطرة القلبية العلاجية والتشخيصية و3 غرف لعمليات القلب المفتوح مجهزة بنظام رقمي عالي المستوى يتم فيها تسجيل العمليات الجراحية ونقلها من خلال دائرة تلفزيونية وشبكة إلكترونية خاصة ليتسنى متابعة العمليات من الخارج للأغراض التعليمية والاستشارية كما تحتوي وحدة العمليات على 3 أسرة إفاقة مزودة بأجهزة مراقبة المرضى وعلى نظام متقدم في أجهزة التخدير والرئة الصناعية وأحدث الأدوات الجراحية بالإضافة إلى ربط غرفة العمليات بنظام أرشفة إلكتروني لمساعدة الجراحين على مراجعة صور الأشعة داخل المركز والعمليات وتعتبر غرفة عمليات القسطرة بالمركز هي الأحدث من نوعها ومكنت الأطباء من التشخيص الدقيق لأمراض القلب ومعالجتها حيث تضم الغرفة أحدث جهاز على مستوى الشرق الأوسط لفحص الشريان التاجي في أقل من 3 ثوان والذي يوفر دقة وضوح عالية ويختصر الوقت هذا وساهم المركز في معالجة 900 مريض سنويا يتم تحويلهم لخارج المنطقة لإجراء عمليات القسطرة كما نجح المركز في إجراء عملية قلب مفتوح على مستوى المنطقة.