قالت أمانة منطقة تبوك إنها سحبت مليون م3 من مياه الأمطار، التي هطلت على المدينة أمس، في إطار خطة طوارئ معدة مسبقاً، استخدمت فيها 28 وايت لسحب المياه و17 مضخة بمختلف المقاسات و250 عاملاً و30 مشرفاً، بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية في المنطقة، مبينة أن المدينة تحتاج إلى ثلاثة مليار ات ريال، لتنفيذ كل المشاريع الخاصة بتصريف مياه الأمطار. وأفادت الأمانة بأنها قامت منذ اللحظة الأولى لهطول الأمطار بتنفيذ الخطة، من خلال توزيع وايتات السحب والمضخات بمختلف المقاسات على النقاط الأكثر تجمعاً لمياه الأمطار في المدينة، التي تبلغ 21 نقطة لتجميع المياه. وقال أمين المنطقة المهندس محمد العمري إن الأمانة سحبت المياه من نقاط التجمع خلال 14 ساعة، بعد توقف هطول الأمطار، مشيراً إلى أن مشكلة تجمع المياه في هذه النقاط قديمة، وقال إن مشكلة نقاط تجمع المياه وتصريف الأمطار بها، تنتهي بنهاية المشاريع الجاري تنفيذها حالياً في مدينة تبوك، موضحاً أن هناك ستة مشاريع يجري تنفيذها لتصريف مياه الأمطار في ثماني نقاط حرجة، بالإضافة إلى تصريف المياه في 250 نقطة تجمع متوسطة وصغيرة، مؤكداً أن هذه المشاريع تمثل 40% من كامل الأعمال المطلوبة، وتبقى 60% متوقفة على الاعتمادات المالية، التي تم الاتفاق عليها مع وزارة المالية لاعتماد خطتين خمسيتين لكامل احتياجات منطقة تبوك، موضحاً أن «حجم العمل المتبقي والمطلوب كبير لحل مشكلات الأودية كافة، وتصريف مياه الأمطار، ويتطلب الانتهاء من هذه المشكلة فترة بين خمسة وستة أعوام قادمة وطبقاً للاعتمادات المالية المتفق عليها مع وزارة المالية». وأضاف العمري أن «أمانة تبوك قامت خلال السنوات الخمس الماضية بعمل دراسة هيدرولوجية فنية متكاملة شاملة لدرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار في المدينة، حيث تم رصد 905 نقاط تجمع مياه الأمطار داخل المدينة تصنف ما بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وتبلغ النقاط الحرجة منها ثماني نقاط، بالإضافة إلى وجود 92 كيلو متراً طولياً لمجاري الأودية، لم يسبق أن عُمل لها دراسة، ولم تنفذ بالطرق الفنية، بل عمل لها بعض الجوانب الاحترازية المؤقتة». وأفاد العمري بأن «التكلفة الإجمالية لتنفيذ كامل الدراسة والأعمال الواردة لها قدرت بحوالي ثلاثة مليارات ريال لمنطقة تبوك، قدر منها لمدينة تبوك في ضوء هذه الدراسة 1.1 مليار ريال، واعتمد لها خلال السنوات الثلاث الماضية 450 مليون ريال من إجمالي اعتمادات المنطقة». وبيَّن أمين منطقة تبوك أن الأمانة قامت وفق الدراسة وحسب الأهمية بوضع الأولويات لتهذيب مجاري الأودية وإنشاء حواجز ترابية في وادي ضبعان، ووادي أبو نشيفة، ووادي البقار بطول 92 كيلو متراً، مع إنشاء عقوم احترازية وتخفيض تقاطعات الطرق مع الأودية، وإنشاء عبارات خرسانية على الطرق المتقاطعة مع مجاري وادي ضبعان ووادي أبو نشيفة وتنفيذ تكييسات خرسانية للحواجز الترابية ببعض المواقع من الأدوية. أقر الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك أمس توصيات اللجنة التي وجه بتشكيلها، لمتابعة آثار الأمطار التي هطلت على المنطقة أمس، وشملت المحافظات والمراكز. وتلخصت التوصيات في الحرص على تفعيل الخطط التنسيقية بين الجهات في المنطقة، للتعامل الجيد في مثل هذه الظروف المناخية وأثناء هطول الأمطار الكثيفة، مشددين على أهمية تنفيذ هذه الخطط بكل دقة، لضمان سرعة التعامل الفعال بما يكفل سلامة المواطنين وانسيابية الحركة المرورية، وسهولة تنقل المواطنين والمتنزهين، مشيراً إلى عدم حدوث أي أضرار تذكر. وتمنى أمير تبوك لأهالي المنطقة أوقاتاً ممتعة في ظل الأجواء الممطرة التي عمت المنطقة، سائلا المولى القدير أن يجعلها أمطار خير وبركة وأن يعم نفعها البلاد والعباد. الجدير بالذكر أن عديداً من المواقع خارج مدينة تبوك وفي المحافظات والمراكز شهدت إقبالا كبيرا من الأسر والمتنزهين للاستمتاع بهذه الأجواء الجميلة.