كشف الخبير في مجال الحفر والتنقيب المهندس يحيى التميمي عن تسرب 50% من الموظفين السعوديين في شركات هذا القطاع البعيدة عن مراكز المدن، مطالباً بإيجاد آلية لتشجيع المواطنين على الاستمرار في شركاتهم. وأشار التميمي إلى أن «نسبة التسرب تقل عندما يكون موقع الحفر في موقع قريب من المدن الرئيسة». وقال في لقاء لمهندسي السلامة عقد في مدينة الظهران أمس الأول، بحضور مسؤولين من منظمة السلامة والصحة المهنية «أيوش»: «على الرغم من وجود جميع مغريات السكن والتأهيل، إلا أن التسرب مستمر، ونحاول بقدر الإمكان توفير جميع الخدمات لاحتواء الشباب السعودي ومنحهم الحوافز التشجيعية». وأضاف «لدينا برامج دورية لتدريب 50 موظفاً سعودياً، لمده تتراوح بين 9 و11 يوماً، على مجال السلامة». من جهته، أكد ممثل منظمة «أيوش» في المملكة مستشار السلامة عبدالله الغامدي أن «الآثار السلبية الناجمة عن الإصابات التي تؤدي إلى تأخير أو تعطيل الإنتاج تشكل حافزاً نحو تفعيل برامج السلامة حتى ولو على حساب الأرباح، حيث إن الحوادث ترفع من كلفة التأمين وتعيد حسابات الإنتاج السنوي بسبب التأخير». وتابع «حالياً أكثر الشركات السعودية تسعى لشهادات الجودة العالمية، وهي تتطلب شروط سلامة صارمة». وحول الإجراء المتبع في الحوادث، قال الغامدي «يجب أن يكون هناك لجنة تحقيق تقوم بدراسة الحوادث ومحاولة تلافيها، ونحن كمنظمة لا مانع لدينا من المشاركة بخبرات الأعضاء في التحقيق في الحوادث الصناعية المتعلقة بأماكن العمل في أي موقع داخل المملكة لتفادي تكرارها». وقال الغامدي إن «الشركات غير المعروفة أو الصغيرة تنظر للسلامة كآخر أولوياتها»، مطالباً في الوقت نفسه ب «مزيد من التنسيق بين المنظمة وبين الجهات الحكومية، علماً بأن هذا التنسيق موجود في دول مجاورة». من جهته، طالب الممثل الثاني للمنظمة في المملكة العربية السعودية مستشار البيئة والصحة عماد الهاجري ب «استقطاب الشباب السعودي وتدريبهم على وظائف السلامة وحماية البيئة في المملكة وفتح جمعية مخصصة لهم أيضاً تجمعهم تحت مظلة واحدة، بهدف رفع مستوى ووعي السلامة والبيئة والصحة ولسد حاجة وظائف الشركات في هذا التخصص». قال نائب رئيس منظمة السلامة والصحة المهنية «أيوش» المهندس جون ليسي إن شخصا يلقى حتفه كل 30 ثانية وإصابة شخصين في كل ثانية على مستوى العالم، بسبب عدم توفر بيئة تعنى بالسلامة في المشاريع الصغيرة. ودعا ليسي في لقاء لمهندسي السلامة عقد بمدينة الظهران أمس الأول إلى أن يكون لدى المشاريع الصغيرة نسبة سلامة عالية. وقال: «تكلفة إصابة العامل في تلك المنشآت مكلفة وباهظة الثمن، فالحادث الواحد يتوقف بسببه الإنتاج، وبالتالي الدخول في تعقيدات التأمين الطبي والتأهيل حتى يعود مرة أخرى للعمل»، مبدياً في الوقت نفسه معاناتهم كمنظمة تهتم بجانب السلامة من مشكلة التزوير في شهادات السلامة. وقال ليسي إن لدى المؤسسة ما يقارب من 45 ألف عضو على مستوى العالم في 125فرعاً، بما فيها 200عضو من السعودية. وقال: «الهدف من إنشاء المنظمة يعود لحماية العاملين في مناطق العمل وفي نفس الوقت تعمل كمنظمة لتوعية الشركات، وهي غير ربحية، حيث نشجع على تغيير الطريقة في العمل عن طريق التعليم من المدارس الإعدادية، كما نقوم بتأهيل رجال السلامة وتحفيزهم وتشجيعهم ليكونوا أعضاءً في معالجة الأمور التي تخص السلامة وإيجاد أشخاص وإعطاء النصائح الهادفة.