واصلت الأجهزة القضائية والأمنية في عدة دولٍ أوروبية اتخاذ إجراءات لمعاقبة وتعقُّب الشباب المتشددين الذين عادوا من سوريا بعد قتالهم هناك إلى جانب المتطرفين. في بريطانيا، قضت محكمةٌ أمس بالسجن لنحو 13 عاماً على شابَّين بريطانيين أدينا بتهمة الانضمام إلى منظمات إرهابية في سوريا. وكان كلٌّ من يوسف ساروار ومحمد أحمد، وهما رفيقا طفولة يتحدران من برمنغهام، توجها إلى سوريا في مايو 2013 وأوقفا لدى عودتهما إلى بريطانيا في يناير 2014. وحُكِم على الشابين البالغين من العمر 22 عاماً بالسجن لمدة 12 عاماً و8 أشهر. وقال القاضي مايكل توبولسكي «المحكمة لا تشعر بأي حماسة وهي تحكم على شابين بعقوبات سجن مشددة، لكن هناك جريمة خطرة اقتُرِفَت». ووصف القاضي الشابين بأنهما «أصوليان مصممان على الشهادة في ساحة المعركة». وكان الشابان أَوْهَمَا أسرتيهما بأنهما سيزوران تركيا في حين كانا في الواقع متجهين إلى سوريا، لكن يوسف ترك رسالة كشف فيها عن نيته القتال في سوريا. ونجحت أسرتا الشابين في إقناعهما بالعودة أدراجهما بعد بضعة أشهر، وكانت الشرطة في انتظارهما لدى وصولهما إلى مطار هيثرو. وفي ألمانيا، حكمت محكمة بالسجن 3 سنوات و9 أشهر مع التنفيذ على شاب عشريني هو أول جهادي يُحاكَم في ألمانيا لانضمامه إلى صفوف تنظيم «داعش». وأدانت محكمة فرانكفورت كريشنيك بيريشا ب «انتمائه إلى منظمة إرهابية أجنبية». وكان بيريشا توجَّه في الفترة ما بين يوليو 2013 وديسمبر من نفس العام إلى سوريا والتحق بتنظيم «داعش». وأوضحت محكمة فرانكفورت في بيانٍ لها أن الشاب شارك في بعض المعارك وخصوصاً حول حماة لكنه لم يكن في الصفوف الأمامية. وفي النرويج، أعلنت أجهزة الأمن أمس توقيف شابٍّ باكستاني- نرويجي عاد مصاباً بالجروح من سوريا في فبراير الماضي. وقالت المتحدثة باسم جهاز الأمن الداخلي، سيف آلسن، إن الأمن «أوقف شخصاً وفتش منزله في إطار تحقيقٍ جارٍ». ويُشتبَه في هذه المرحلة من التحقيق أن يكون الشاب «قدم دعماً لمنظمة إرهابية»، وهي تهمة يعاقب عليها القانون بالسجن 6 سنوات في النرويج. ويخضع الشاب للتحقيق منذ عودته إلى البلاد في 7 فبراير الماضي. وذكرت شبكة التليفزيون «تي في – 2» أن الشاب الذي يبلغ من العمر 23 عاماً كان مصاباً بجروح في ساقه عند عودته إلى أوسلو مبرراً توجهه إلى سوريا ب «تقديمه مساعدة إنسانية».