أوضح مدير عام مؤسسة الفكر العربي، الدكتور هنري العويط، في تصريح إلى «الشرق»، أن عنوان التقرير العربي للتنمية الثقافية لهذا العام «العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير: أربع سنوات من الربيع العربيّ»، جاء في ظل حاجة الوطن العربي إلى مسارات تنموية وخطوات عملية تستطيع وضع بنية ثقافية للبدء في خطوات التكامل. وشدد العويط على أن «الوطن العربي يشترك في اللغة والتاريخ والحضارة، وهناك عناصر جامعة لانطلاق التكامل العربي المشترك»، لافتاً إلى أن ثمة حاجات، «ولكن تنقصنا الشجاعة والتعالي على المصالح الفردية والفئوية الضيقة كي ننطلق برؤية التكامل العربي المشترك». وقال إن مؤسسة الفكر العربي آلت على نفسها منذ إنشائها، أن تكون قطباً لنقل المعرفة ونقدها وتوليدها ونشرها، وأداةً لإثارة الوعي بالقضايا المصيرية التي تعيشها المجتمعات والدول العربية.وأضاف أن التقرير يتكون من 6 أبواب مستقلة ولكنها متكاملة، تضم 56 بحثاً، وهي تمتد على ما يقارب 800 صفحة، مشيراً إلى أن أبرز الخصائص التي يمتاز بها هذا التقرير تتمثل في منحاه البانورامي، وجمعه ما بين العرض والتحليل والاستشراف، فضلاً عن تعدد مجالات الاختصاص لدى النخبة من كبار الكتاب الذين تم استقطابُهم للمساهمة فيه. وتابع قائلاً: ويضاعف من أهميةِ التقرير وفرادتِه، أنه الأول الذي اشتمل على قائمةٍ بيبلوجرافية، رصدت ما يناهز ال 400 كتاب حول الربيع العربي، باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، معرفةً بإيجاز بمضمون كل واحد منها. وأشار العويط إلى أن هذا التقرير يمتاز عن غيره من الإصدارات الكثيرة التي تناولت «الربيع العربي»، بجمع ما يتعلق بمجمل عناصرِ هذا «الربيع» وجوانبِه المختلفة في ملف واحد، «ويمكننا الجزم بأن ما من وثيقةٍ نشريةٍ واحدةٍ، عربيةً كانت أم أجنبيةً، قد أحاطت بالموضوع على هذه الصورة من التنوع والشمول حتى الآن». وحول الشريحة المستهدفة في هذا التقرير، قال العويط: إن التقرير معدٌّ لأن يغدو مرجعاً ومنهلاً لكل المعنيين في عالمنا العربي وخارجه، بدءاً من أصحاب القرار السياسي، مروراً بالكتاب والباحثين والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين، وصولاً إلى شرائح الطلبة، بل إلى المهتمين كافةً بحاضر العالم العربي ومستقبله». وبين أن مؤسسة الفكر العربي تنوى هذا العام إطلاق مجموعة لقاءات وندوات في مختلف الدول العربية لمناقشة التقرير، كي تعم الفائدة والمعرفة جميع المعنين بمحتواه، ويكون موضوعاً للنقاش في جميع وسائل الإعلام ولصناع القرار. وعن اختيار المغرب لاحتضان مؤتمر «فكر13»، قال العويط إن اختيار مكان انعقاد المؤتمرات يخضع لمعاير المؤسسة، مشدداً على ضرورة تنويع الأمكنة في انعقاد المؤتمرات، مضيفاً أن التجربة المغاربية في المواطنة جديرة بالدراسة، وقد تم تخصيص إحدى جلسات المؤتمر هذا العام لمناقشتها كي تعم الفائدة.