شاءت مؤسسة الفكر العربي أن تعلن في اللقاء الصحافي الذي عقدته أمس في مركزها (بيروت) عن ثلاثة وقائع تزمع على إحيائها خلال المؤتمر السنوي «فكر13»، الذي سيعقد هذه السنة تحت عنوان «التكامل العربي: حلم الوحدة وواقع التقسيم»، من 3 إلى 5 كانون الأول (ديسمبر) 2014 في المغرب برعاية الملك محمد السادس بن الحسن، والوقائع هي: جوائز المؤسسة للإبداع وأهمّ كتاب، محتوى التقرير السنوي السابع وبرنامج مؤتمر «فكر13». وأعلن وزير الثقافة اللبناني ريمون عريجي الذي شارك في المؤتمر الصحافي عن أسماء الفائزين بجوائز الإبداع العربي، وجائزة أهمّ كتاب عربي. أما التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية وعنوانه «العرب بين مآسي الحاضر وأحلام التغيير، أربع سنوات من «الربيع العربي»، وستطلقه المؤسّسة في 2 كانون الأول عشية افتتاح مؤتمر «فكر». افتتح اللقاء الصحافي المدير العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور هنري العويط، فقدّم عرضاً للأنشطة الثلاثة التي دأبت المؤسّسةُ على تنظيمها مطلع شهر كانون الثاني (يناير) من كلّ عام. وتحدث العويط بإسهاب عن مضمون التقرير العربي السابع للتنمية الثقافية، فأكّد أن اختيار موضوع الربيع العربي بالذات، مردّه إلى أنّ المؤسّسة آلت على نفسها منذ إنشائها، أن تكون قطباً لنقل المعرفة ونقدها وتوليدها ونشرها، وأداةً لإثارة الوعي بالقضايا المصيرية التي تعيشها مجتمعاتُنا ودولُنا. وقال إن مؤسّسةُ الفكر العربي رأت أن من واجبها القيام بمراجعة نقديّة شاملة لهذه الظاهرة الاستثنائيّة، وهي المعنيةُ إلى أبعد الحدود بأوضاع الدول العربية وأحوال شعوبها، والساعيةُ دوماً إلى البحث عن أنجع السبل للتصدّي للتحدّيات الكبرى التي تواجهها. وأوضح أن التقرير هذه السنة يتألّف من ستة أبواب مستقلّة ولكنّها متكاملة، تضمّ ستة وخمسين بحثاً، وهي تمتدّ على ما يقارب 800 صفحة. ولفت إلى أن أبرز الخصائص التي يمتاز بها هذا التقرير هي منحاه البانورامي، وجمعُه ما بين العرض والتحليل والاستشراف، فضلاً عن تعدّد مجالات الاختصاص لدى النخبة من كبار الكتّاب الذين تمّ استقطابُهم للمساهمة فيه، مؤكّداً أن ما يضاعف من أهميةِ التقرير وفرادتِه، أنه الأول الذي اشتمل على قائمةٍ بيبلوغرافيّة، رصدت ما يناهز أربعمئةَ كتاب حول الربيع العربي، باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية، معرّفةً بإيجاز بمضمون كلّ واحدٍ منها. وتحدث العويط عن جوائز المؤسّسة، فأكّد أن ما يميّزها عن مثيلاتها من الجوائز العربية، هو أنّها من القلائل التي لا تحمل اسمَ منشئها أو راعيها، ولا تُوظّف بغرض إبراز سخائه وإنجازاته، أو تخليد ذكراه. ولفت إلى أنه يمكن الاستدلالُ على أهداف جوائزِ مؤسّسة الفكر العربيّ من خلال التسمية التي اختارها لها رئيسُها، الأمير خالد الفيصل، عندما عرّفها بأنّها «جائزة الإبداع العربيّ»، مسلّطاً الضوء لا على مانح الجائزة، بل على مستحقّيها. كما تمتاز جوائزُ المؤسّسة بأنّها تغطّي مروحةً واسعةً ومنوّعة من حقول الإبداع في تجليّاته المختلفة. ثم ألقى المشرف العام على مؤتمرات «فكر» حمد العمّاري كلمة، أعلن فيها عن برنامج مؤتمر «فكر13»، وأوضح أن مؤتمر «فكر» هذه السنة يتناول كعادته في الأعوام السابقة، بحثَ قضيّة ملحّة تواجه الوطن العربي، عبر توفير بيئة مناسبة للحوار والنقاش بين جميع الأطراف المشاركة، من مفكّرين ومثقّفين وخبراء وصنّاع قرار ورجال أعمال على اختلاف انتماءاتهم الفكريّة، علّها تمهّد الطريق نحو تحقيق الحلم العربي الذي عاشته الشعوب العربية لعقود خَلَت، وأقصد حلم التكامل والوحدة العربي. وأكّد العمّاري أنه في الوقت الذي تشتدّ فيه الصراعات والخلافات التي تهدّد المنطقة العربيّة، أرادت مؤسّسة الفكر العربي، إيماناً منها بمسؤوليّتها القوميّة، التوجّه إلى مختلف أصحاب القرار، خصوصاً المفكّرين والمثقّفين، لإشراكهم في لعب دورهم والاضطلاع بمسؤوليّاتهم، من خلال رسم الخيارات اللازمة ووضع الحلول المحتمَلَة، والعمل كذلك يداً بِيَد لمواجهة التحدّيات وتصويب المواقف. فتحقيق حلم الوحدة لا بدّ أن ينطلق من أساس واقعيّ، يتخطّى الشعور بالخيبة ويأخذ في الاعتبار الواقع الذي تمرّ به المنطقة العربيّة، في محاولةٍ لإضاءة شموع الأمل وتمهيداً لمستقبلٍ عربيٍّ أكثر إشراقاً. وأشار العمّاري إلى أن الحوار في المؤتمر سيتوزّع على جلسات عامّة وأخرى موازية، ذات طابع تخصّصي وعلمي، تتناول محاور التكامل العربي على ثلاثة مستويات: 1- التكامل الثقافي: ويُعالج الأطر الثقافية العربية المشتركة ومفهوم الثقافة والهويّة العربية. 2- التكامل السياسي: ويعالج المسار التاريخي للتحوّلات الجيوسياسيّة والاتفاقات العربية المشتركة ومستقبل علاقات العرب على المستوى الاستراتيجي، إقليميّاً (من خلال علاقتهم بدول الجوار) ودولياً. 3- التكامل الاقتصادي: ويُسلّط الضوء على التحدّيات المستقبلية في الوطن العربي، سواء على صعيد البنى الاقتصادية الراهنة وتنوّعها، أم على صعيد النموّ الاقتصادي. وختم وزير الثقافة ريمون عريجي بكلمة، أثنى فيها على دور مؤسّسة الفكر العربي التي دأبت منذ تأسيسها عام 2001 على النهوض بالمنطقة العربية، عبر الدراسات والتقارير الدورية التي تضيء على مشكلاتنا، ودراسة الأسباب ومحاولة طرح الحلول الملائمة. ثم أعلن الوزير عريجي عن أسماء الفائزين بجوائز المؤسّسة: فاز بجائزة أهمّ كتاب عربي، الدكتور خالد عزب (مصر) عن كتابه «فقه العمران»: العمارة والمجتمع والدولة في الحضارة الإسلاميّة»؛ فاز بجائزة الإبداع العلمي الدكتور ألفرد نعمان والدكتور عصام خليل (لبنان) عن مشروع «تطوير دواء MM-MTA للعلاجات اللبيّة»؛ فاز بجائزة الإبداع التقني الدكتور مشهور مصطفى بني عامر (الأردن) عن «النظام العلاجي الذكي»؛ ونال جائزة الإبداع الاقتصادي الدكتور سالم توفيق النجفي (العراق) عن كتاب «سياسات الأمن الغذائي العربي في حالة الركود في اقتصاد عالمي متغيّر»؛ وحاز جائزة الإبداع المجتمعي عبد الرحمن محمد السقاف (اليمن) عن برنامج «حضرموت للتمويل الصغير»؛ وحصل على جائزة الإبداع الإعلامي عبد السلام محمد هيكل (سورية) عن موقع «اقتصادي دوت كوم»؛ ونال جائزة الإبداع الأدبي الدكتور نجم عبدالله كاظم (العراق) عن كتابه «نحن والآخر في الرواية العربيّة المُعاصرة»؛ وفازت بجائزة الإبداع الفني المطربة ريما خشيش (لبنان) عن عملها الفنّي «هوى». ومنحت المؤسّسة جائزة «مسيرة عطاء»، لمنتدى أصيلة (المغرب) مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، ممثّلاً بمعالي الوزير محمد بن عيسى.