الحديث عن الإرهاب يحتاج إلى مطولات والكل أدلى بدلوه ولكن لم تتفق الآراء حول مفهوم الإرهاب بعد ولكن هناك من وضع الصور التقريبية له بالمفهوم العام . بادئ ذي بدء الكل منا سمع وقرأ ما تطرق إليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حول مفهوم الإرهاب الذي بدوره تبلورت جذوره في أوساط المجتمعات المسلمة، ومن وجهة نظري لو بحثنا في قاموس المعاني الإنسانية لما وجدنا تعريفاً دقيقاً لمفهوم الإرهاب ولم تتفق الآراء حول مفهوم الإرهاب. كما ذكرت آنفاً هو في واقع الآمر ليس له طعم ولا رائحة ولا لون ولا شكل ولا أرض ولا كذلك دين ودائماً ما يطرح حول مفهوم الإرهاب أين يكمن التعريف ؟ مع الأسف الشديد فأن مصطلح الإرهاب التصق التصاقاً وثيقاً بالإسلام وعندما يذكر الإسلام يذكر الإرهاب مباشرةً! .. وما تعرّض له خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هو أنه وضع النقاط على الحروف لمفهوم الإرهاب بصورته التقريبية بأن الإسلام «اختطف» وهي عبارة تنم عن مدلولات خفيّة !. أي اختطاف هذا؟ المال، العرض، النفس، براءة الأطفال، الفكر إلخ …. وهنا يبقى دور وسائل الإعلام العربي وكذلك على العلماء أيضاً أن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب كما تفضل بذلك خادم الحرمين الشريفين في كلمته المصونة. لكن كيف يتم محاربة الإرهاب ؟ في وجهة نظري أرى أن الإرهاب لا يحارب بالسلاح بل بالفكر وهي رسالة إلى أصحاب الحل والعقد في البلاد العربية والإسلاميّة أن منبع الإرهاب هو فكر والفكر لا يحارب إلا بالفكر . ما الذي ينبغي علينا فعله إذن تجاه مفهوم الإرهاب في المؤتمرات العالميّة التي تعقد على مرأى من الشعوب؟ حبذا لو تطرق كل مسؤول في بداية حديثه بعبارة « إن الإرهاب ليس له أرض وليس له دين» حتى نزيح الشبهة عن الإسلام. كيف لنا أن نعبّد الطريق الصحيح لزرع الفكر النيّر لدى النشء الذين مع الأسف أصبحوا بين مطرقة الإعلام الخارجي وسندان وسائل التواصل الاجتماعي؟ استئصال الرحم الفاسد (الإرهاب) من المجتمع يحتاج منا إلى وقت ولنكن واقعيين. إننا نعيش على وتيرة الحقد الخارجي لهذه البلاد والوصول إلى الشعوب دائماً ما يأتي عن طريق «الفكر» مما يعني أننا بحاجة ماسّة إلى تكثيف الصورة لدى النشء حتى لا يخرج لنا جيل يتسم بالزي الإسلامي ولكن يحمل فكراً مغايراً عن الجميع قد نجد تبعاته يوماً ما مع الأسف على أرض الواقع.