نجحت عدد من الفتيات والسيدات السعوديات مؤخراً في الدخول لعالم المال والأعمال عن طريق احتراف التسويق العقاري، بل وتحريك أوضاع السوق العقاري، التي تعاني الركود منذ انتعاش الأسهم، مسجلات حضوراً واعداً لهن في هذا المجال يؤهلهن لمنافسة الرجال والتربع على قمة القطاع رغم كل المعوقات وبأدوات بسيطة ومتوافرة كالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي يعتمدن عليها في التواصل وتقديم العرض والطلب إلكترونياً. وحول تجربتها في هذا المجال تقول منى السلطان إن هناك عديداً من الأمور، التي تغيرت وهيأت لهن الدخول في هذا المجال، ومن أهمها الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، التي جعلت العالم كله قرية صغيرة وسهلت عملية التواصل مع الزبائن في عملية العرض والطلب، كذلك ارتفاع نسبة عدد النساء بين الزبائن، فأغلب السيدات سواء الموظفات أو مَنْ يمتلكن رؤوس الأموال يفضلن الاستثمار في العقار كونه أكثر ضماناً وبعيداً عن المغامرة ولا يحتاج لمتابعة مستمرة، وبالتالي فالسيدات يفضلن التعامل مع سيدات مثلهن، وتوفر دورات التسويق والتحاق عديد من الفتيات بها ما أهلهن لهذا المجال المناسب لهن، فالمرأة معروفة بقدرتها على الإقناع، كل هذه الأمور سهلت لها الدخول لهذا المجال، وتضيف أن المسألة لم تحتج لأكثر من إعلان صغير ومع البدء في ممارسة العمل اكتسبت الخبرة بسرعة، مشيرة إلى تعاونها مع بعض المكاتب العقارية أيضاً. وتشير نجود الحميدي صاحبة تجربة أخرى أن أهم المعوقات، التي تقف أمام المرأة في أي نوع عمل قد تمارسه هي المواصلات، ولكن في عملها لم تعد هذه مشكلة كبيرة مع توافر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فالمشاوير الميدانية محدودة، وتضيف أن البداية قد تكون صعبة لكن الممارسة تكسبنا الخبرة ويتم تذليل الصعوبات. وحول ردود أفعال الرجال حول اقتحامهن لمجال كان حكراً عليهم سنوات طويلة، قالت نهلة عبدالعزيز إن ردود الأفعال متفاوتة، فهناك مشجعون بل ومتعاونون معهن في مجال العمل، وهناك معارضون يرون أن هذا المجال ذكوري ويرفض مزاحمة المرأة، ومنافستها لهم. وتوجه سلوان منصور نصيحة لمَنْ ترغب في احتراف التسويق العقاري بأن تبتعد عن العروض والصفقات الوهمية والكبيرة، وأن تكون تابعة لمكتب أو جهة رسمية تضمن لها حقوقها، وأن تتخصص في منطقة أو عروض معينة، مشيرة إلى وجوب أن تكون هناك جهة تحفظ حقوق المسوقات، خصوصاً مَنْ تعمل بمفردها، وتؤكد سلوان أن أصعب مشكلة تواجه محترفات التسويق العقاري هي كيفية حفظ حقوقهن في السعي، فلا يوجد أي جهة تضمن لهن ذلك. واعتبرت سناء عبدالله أن المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي البوابة الأولى للدخول في عالم التسويق العقاري، مشيرة إلى أن ما ينقصهن هو الترخيص وقيادة السيارة للتنقل للمواقع وآلية لحفظ حقوقنا، ما يحرمهن من التطور في عملهن والدخول لعالم المقاولات، الذي يعتبر جزءاً مكملاً للعقار.