تُسجِّل المنطقة الشرقية، مساء اليوم، على يد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، موقفَ وفاءٍ ل 3836 يوماً أمضاها الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد فيها. ويشهد مسؤولو المنطقة ورجالاتُها وأعيانُها تفاصيل تكريم العمل الدؤوب والانضباط المستنير في شخص الأمير جلوي الذي يُغادر المنطقة إلى موقعٍ جديد أميراً لمنطقة نجران. إنها ليلة من الليالي العاطفية الرسمية في هذا الجزء الثمين من بلادنا. فعلى امتداد 10 سنوات و6 أشهر و16 يوماً؛ لم يكن الأمير جلوي نائبَ أمير المنطقة فحسب، بل كان صديق الجميع فيها، مواطنين ومقيمين، مسؤولين وأعياناً، رسميين وشعبيين، مدنيين وعسكريين.. برزت ملامح الصديق في ملامح وجهه الباسم دوماً، وتأمُّله البيِّن، وقراراته المتأنية، وصرامته المنضبطة. تشكَّلت كاريزما الأمير جلوي أولاً من خلال نشأته في بيت أميرٍ صارم، هو عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله آل سعود (1302 1397) الذي تولَّى الإمارة في منطقتين مهمَّتين، فضلاً عن تاريخه العسكريِّ الحافل، فهو ممن شاركوا مع الملك عبدالعزيز في حروبه كلها بدءاً من فتح الرياض سنة 1319ه حتى تم توحيد المملكة سنة 1351ه، وعيَّنه الملك عبدالعزيز أميراً للقصيم سنة 1336ه، كما تولَّى إمارة حائل لاحقاً. وعلى الرغم من أن ولادة الأمير جلوي كانت 1958، أي بعد توحيد البلاد، فإنه تأثر بفروسية والده، وشخصيته الصارمة؛ فاختار قطاعاً من أكثر القطاعات العسكرية انضباطاً ودقة ومخاطرة، ليتخرج في مدرسة المظلات وقوات الأمن الخاصة، وينال شهادة الجمعية البريطانية للقفز بالمظلات، ويستأنف حياته في خدمة الوطن. حين تفجَّرت أزمة احتلال الكويت عام 1990؛ وقف الأمير جلوي ببزَّته العسكرية في الصفوف الأولى من المواجهة، ومن موقعه من لواء الإمام فيصل بن تركي «المظلي» شارك ضمن القوات المشاركة في عاصفة الصحراء. ومن شمال البلاد اشترك في الدفاع عن مدينة عرعر المتاخمة للحدود العراقية. وبُعيد الحرب نال نوط «المعركة» ووسام «تحرير الكويت» توثيقاً لدوره العسكريِّ. بعد تحرير الكويت بأشهر قليلة، وتحديداً في 29 محرم 1421؛ نزع الأمير جلوي بزَّته العسكرية ليتحوَّل إلى العمل المدنيّ، حدث ذلك بصدور قرار تعيينه نائباً لأمير منطقة تبوك، ليُمضي فيها أربعة أعوامٍ و4 أشهر. وفي ال 3 من شهر جمادى الأولى عام 1425ه، صدر قرار تعيينه نائباً لأمير المنطقة الشرقية، ليُقدِّم للمنطقة وأبنائها كثيراً من جهده ووقته طيلة 3836 يوماً. تاريخ الأمير جلوي من تاريخه العسكري والمدني جاء به من تبوك إلى المنطقة الشرقية ليكون نائب أميرها، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز. بذل الأمير جلوي كلَّ ما في وسعه، ليقدِّم نموذجاً لافتاً في إدارة العمل الحكوميِّ. وبجدارة بيِّنة حصل على ثقة الأمير محمد بن فهد الذي دعمه على نحو كبير. مارس الأمير جلوي مهامه الإدارية التقليدية وشغل مناصبه في إطار موقعه نائباً، فقد كان نائب رئيس مجلس المنطقة الشرقية، ونائب رئيس مجلس صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر في المنطقة، ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتنمية الإنسانية، ونائب الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى، ونائب رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية. وكلُّ هذه المناصب متصلة بموقعه الرسمي الأصل. لكنَّه مارس مهامَّ محاذية ضمن مشاريع خدمية ساعدت على تطوير العمل الرسمي والاجتماعي في المنطقة، فقد ترأَّس مجلس إدارة مركز الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد لتنمية الطفل المعني برعاية الطفولة على مستويات تربوية واجتماعية. كما ترأس اللجنة التنسيقية في المنطقة التي تؤدي دوراً محورياً في تنسيق الأعمال والمشاريع التنموية والخدمية. وفي مجال مشاريع التنمية ترأس لجنة متابعة المشاريع في المنطقة ليضع الأجهزة الحكومية أمام المتابعة العملية ويحرِّك كثيراً من الملفات البطيئة إجرائياً. وفي سياق موازٍ، ترأس لجنة تقييم الأداء الحكومي، ولجنة جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للأداء الحكومي المتميز، ومجلس أمناء جائزة جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد للتميُّز الاجتماعي. وفي شأن السلامة المرورية، ترأس اللجنة العليا للسلامة المرورية التي وضعت في حسبانها السلامة عبر برامج متعددة تستهدف التوعية والتثقيف في المجتمع السعودي فيما يخص السلامة المرورية. وقد أشرف على أدائها بنفسه، وناقش إحصاءاتها ونتائجها وقدَّم كثيراً من التوجيهات المتصلة بالمرور والسير والسلامة، على نحو مشدَّد. أضاف الأمير جلوي إلى أداء الأجهزة الحكومية مهارة الانضباط العسكريِّ وصرامته، ووقفت توجيهاته وراء حلحلة كثير من المشكلات التي تصاحب الإجراءات. ولم تمنعه المتابعات الرسمية المتشعبة واللجان والإدارات والمعاملات من أن يربط علاقته بالمجتمع «الشرقاوي» بلا حواجز ولا رسميات مبالغ فيها. وعُرف عنه إجلاله لكبار السنِّ، وتواضعه معهم، إلى حدِّ اعتياد تقبيل رؤوسهم، علاوة على روحه الأبوية العفوية مع الأطفال الذين يحرص على معاملتهم مباشرةً في أية مناسبة سانحة. كتب الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد سيرةً ذاتيةً جلية في المنطقة الشرقية بحبر أعماله ونشاطه وصداقته وعفويته وتواضعه وجديته وصرامته وانضباطه. وحين يحتشد رجالات المنطقة، مساء اليوم، في تكريمه؛ برعاية أمير المنطقة شخصياً؛ فإنهم يشهدون على واحدةٍ من أيقونات الإدارة المحلية في المنطقة. يشهدون على شخصية ملهَمة محرِّكة ملهِمة.. يشهدون على إنسانية جلوي.. العفوية. مكان وتاريخ الميلاد : حائل – 1958م الحالة الاجتماعية : متزوج وله أبناء وبنات نائب رئيس مجلس المنطقة الشرقية نائب رئيس مجلس صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالمنطقة الشرقية نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتنمية الإنسانية رئيس اللجنة العليا للسلامة المرورية نائب الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى رئيس مجلس إدارة مركز الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد لتنمية الطفل رئيس اللجنة التنسيقية بالمنطقة الشرقية رئيس لجنة متابعة المشاريع بالمنطقة الشرقية رئيس لجنة تقييم الآداء الحكومي رئيس لجنة جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للآداء الحكومي المتميز رئيس مجلس أمناء جائزة جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد للتميز الاجتماعي نائب رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية نوط المعركة وسام تحرير الكويت اشترك في القوات المشاركة في الدفاع عن مدينة عرعر ، في عمليات عاصفة الصحراء التحق بمركز ومدرسة المظلات وقوات الأمن الخاصة منذ احتلال الكويت وكان ضمن القوات المشاركة في عاصفة الصحراء ضمن مجموعة لواء الإمام فيصل بن تركي المظلي نائباً لأمير منطقة تبوك من 29/ 1/ 1421ه حتى 2/ 5/ 1425ه نائباً لأمير المنطقة الشرقية من 3/ 5/ 1425ه إلى 19/ 1/ 1436ه أميراً لمنطقة نجران 19/ 1/ 1436ه