* عديد من الدراسات العلمية الإعلامية، تؤكد أن قراء الصحف يتأثرون بشكل واضح بالإعلانات التحريرية، أكثر من تأثرهم بالإعلان المباشر. والإعلان التحريري، هو تضمين أشكال المادة الصحافية -الخبر، التحقيق، التقرير، الحوار- إعلاناً غير مباشر عن منتج ما، بطريقة توحي للقارئ أن الصحيفة تزكّي هذا المنتج، مما يجعله يثق بصدقية المادة الصحافية، التي هي في أصلها «إعلان مراوغ»، ما جعل كلفته تفوق الإعلان المباشر، بنسبة تزيد عن 50%. * لدينا، أغلب الصحف الرياضية المتخصصة، والملاحق الرياضية، تمارس ما يشبه الإعلان التحريري، بدوافع مختلفة، منها تجارية، ومنها ترويجية، ومنها تبعية بعضها أو ميله إلى النادي هذا أو ذاك. * المتلقي يُمارَس بحقه خداع مستمر من جهة أنه يثق بما تطالعه به تلك الصحف، ومن جهة أن الأندية تستخدم تلك الصحف لتمرير أجندات معينة، إما دفاعاً عن نفسها، أو هجوماً على منافسيها، وكل ذلك يتم خلف ستار «الحيادية والموضوعية» التي تدعيها الصحف. * إن نجحت الأندية فهذا ما تبتغيه، وإن فشلت فمن السهل أن تتنصل من مسؤولية الخطأ، بادعاء أن الصحيفة «كيان مستقل» لا تأثير لها عليه! والضحية هو القارئ الذي يتشكل وعيه وإدراكه عبر هذا الطرح، الذي يعتقد أنه تعبير صادق عن الواقع. * النتيجة نراها اليوم، متمثلة في ارتفاع وتيرة التعصب بشكل غير مسبوق، أدى بالجماهير إلى أن تنفض عن الهوية الكبرى (المنتخب)، وتنكفئ على الهويات الصغرى (الأندية). * معالجة هذا الواقع المريض تقتضي السماح بأن تصدر الأندية صحفها الخاصة، لتحمل على عاتقها المسؤولية الكاملة، وتعبّر عن نفسها بشكل يعكس أفكار مسيريها ووعيهم. بينما الصحف الأخرى تتجه نحو المادة الصحافية المحايدة، ويكون ناديها الأوحد هو المنتخب.