من الأشياء التي لا أحبها في الطوفان الإعلاني ، والذي يأتي غالبا مع المناسبات ،هو استغلال المناسبة الدينية لترويج صناعة استهلاكية معينة . فيأتي ، واقصد الإعلان ، وقد تصدّره حديث نبوي كريم يذكّر الناس بفضل الطيب ، أو نوع من أنواع العسل . واستغلال هذا اللفت الإعلاني في كسب مالي دنيوي أمر غير مقبول . خصوصا إذا علمنا أن الإعلان أصلا موجّه إلى مستهلك محلّى فهم ويفهم سنة الطيب والتطيّب . والإعلان صاحَبَ رغبة أهل التجارة من قديم . وقيل إن ُطرُقه بدأت بالنداء من مكان مُشرف وفى الأزقّة . والمتأخرون استعملوا الصحف في النداء على بضائعهم . وأول جريدة نُشرت في إنجلترا كانت سنة 1633 م ، ولم يكن فيها إعلان البتة . لكن ما أن حلّ العام 1653 م حتى ظهر فيها أول إعلان . ولم يمض إلا قليل حتى اتسعت دائرة الطلب على الإعلان . وأول إعلان ظهر في تلك الجريدة هو عن الكتب . ثم تبعتها العقاقير ، وكان الشاي أول مادة استهلاكية جرى الإعلان عنه . ثم تبع ذلك إعلان طبي كان انتشار الطاعون سببا له. ثم إعلانات حركة المراكب في ميناء لندن ، تبعته إعلانات توفّر البضاعة الفلانية والمصنّعات . والمحرّج أو الدلال ماهو إلا إحدى وسائل الجذب إلى سلعة ما . فهو يلم بمفردات المديح وتفاصيل محاسن السلعة إلى جانب الإحاطة بالسلعة المنافسة وأسعارها . ومع التطور المذهل في الإعلان وفنونه ، قرأنا عن دورات مكثفة أو تخصص جامعي يُسمى كتابة الإعلان أو كتابة النصوص الإعلانية أو الكاتبة للصورة أو تحرير الإعلانات، وتسمى بالإنكليزية كوبي رايتينغ (Copywriting)، ويقصد منها تأليف نصوص بهدف الترويج لكيان تجارى أو شركة أو منتج أو رأي أو فكرة. وقد تستخدم تلك الكلمات أو المادة المكتوبة كنص مستقل، أو كإعلان يبث من خلال المذياع أو التلفزيون ، أو ينشر عبر مختلف المنتجات الدعائية المطبوعة أو المصورة أو المكتوبة. الهدف الرئيسي من كتابة هذا النص الترويجي هو إقناع المستمع أو القارئ أو المشاهد بشراء منتج ما أو الاشتراك في خدمة ما أو اتباع وجهة نظر معينة، أو العكس، دفعه للإحجام عن فكرة أو سلوك أو اعتقاد معين. والنص التحريري للإعلانات فى صحافتنا المحلية يحتاج إلى صقل أو صهر .! . والوكالات الإعلانية تكتب ما يمليه الزبون أو العميل دون النظر إلى المفعول الذهنى ، أو كيفية إرشاد العميل إلى النص الصحيح .