قلّل الباحث حمد المنيف من احتمال نهاية عصر الصحف المطبوعة في المستقبل القريب، وقال إن ذلك غير وارد، لأن الصحف الإلكترونية خيار وليست بديلاً. لكنه أشار إلى أن مستقبل الصحف المطبوعة غير واضح «في حال لو اهتمت الإلكترونية بمواكبة الأحداث، وتنويع الأشكال الصحافية، وتحديث المحتوى آنياً (على مدار الساعة)، وعندها سيكون لها شأن آخر». جاء ذلك في لقاء أقامته مؤسسة الرشيد للإعلام أخيراً، وتطرق فيه المستشار الإعلامي عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة إلى جوانب الاختلاف بين الصحف المطبوعة والإلكترونية في المضمون والفن الصحافي بصفة عامة، والتحديات التي تواجهها المطبوعة منها، في ظل منافسة الإلكترونية ووجود التقنيات الحديثة. وعدّد المنيف الصعوبات التي تواجه الصحف الإلكترونية، مثل عدم وجود ثقة لدى المسؤولين، ما يقلّل من وجود سبق صحافي لها، ملمحاً لأهمية دور وزارة الإعلام في وضع آليات لضبطها والاعتراف بها صحفاً رسمية، وتابع ان ما يعيب الصحف الإلكترونية هو اعتمادها على مواقع الصحف المطبوعة كمصدر للأخبار، مع عدم تحديثها للأخبار بشكل مستمر، على رغم أنها تنقل نبض الشارع العام بكل وضوح وشفافية، أضحت من خلاله منبراً لنشر همومه ضد أخطاء القطاعين الخاص أو الحكومي، بعكس الصحف المطبوعة التي يعيبها اهتمامها الزائد بالمعلن أكثر من القارئ. وعدّ ذلك بالأمر الخطر جداً، إذ يردد بعض مسؤولي الصحف: «أخسر مئة قارئ ولا أخسر معلناً واحداً»، مشيراً إلى وجود «تأثير واضح للصحف الإلكترونية ووسائل الاتصال الحديثة على توزيع الصحف المطبوعة التي تعتمد في 80 - 90 في المئة على دخل الإعلانات وليس على دخل التوزيع» مؤكداً أن مداخيلها «وإن لم تتأثر بشكل كبير مع وجود هذه الوسائل، إلا أنها واجهت نسبة انخفاض بسيطة، وهو ما أدى إلى تقديمها نسبة خصم أعلى». وأكد المنيف صعوبة المقارنة بين عدد قراء الصحف الإلكترونية ونسب توزيع المطبوع، «ففي الوقت الذي يصعب تحديد عدد قراء الإلكترونية بسبب مرات الدخول والخروج، يصعب تحديد نسب توزيع الصحف التقليدية»، مضيفاً ان نسبة الإعلانات في الصحف المطبوعة، في مقابل المواد التحريرية «منفرة للقراء ودعوة لهم للقراءة من خلال نسخها الالكترونية بدلاً من شرائها». وقال إن إهمال الصحف المطبوعة للتطورات التي تقدمها هذه التكنولوجيا، «قد يؤثر سلباً فيها وفي مسؤوليها مواكبة التطورات وفصل إدارة المطبوع عن الإلكتروني، كما تفعل بعض الصحف في الدول المتقدمة مثل «الواشنطن بوست».