هي مخلوقة ضعيفة لكنها حرباءة متلونة، يسهل فهمها وقد يصعب فك شفرتها، تعطي كثيراً بقدر ماتأخذ أكثر إذا استطاعت ذلك ورغبت، هي سلاح لنفسها وقد يستخدمها الخبثاء كأداة من أقوى الأسلحة ذات الذخيرة الحية، باستطاعتها أن تشعل الحروب وتهدم كثيراً من العلاقات. وكما قال أحد قادة الماسون *كأس وغانية يفعلان بالأمة .. ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة * ولولا خبث البسوس لما قامت حرب استمرت 40 عاماً كما سجلت أحداثها كتب التاريخ، فمنها أو بها تنطلق الدسائس وتحاك المؤامرات الشخصية كانت أو ما بين الدول. قصة الملكة بلقيس مع سيدنا سليمان تدل على مكر ودهاء وخبث المرأة مهما كانت مكانتها ومع من تكون، قصة نُسجت خيوطها سطراً بعد سطر وعلى شواهد الملأ، وما كان في الخفاء أعظم، مثلما فعلته شجرة الدر حاكمة عرش مصر زمن المماليك، ومن بعدها أم علي زوجة عز الدين أيبك بكليهما، ليعد خير شاهد على خبث المرأة وذكائها. وتبقى سجلات التاريخ مرجعاً لنا تملأه القصص عنهن، ومازال هناك بقية ما بقيت الحياة.