مع الأسف كل أسبوع تقريباً نفاجأ بحادثة تحرّش ببناتنا من قبل سائق أجنبي سواء أكان سائقاً خاصاً أو ليموزين حتى أصبحت هذه الظاهرة غذاءً دسماً لمواقع التواصل الاجتماعي والمروجين للنيل من سمعة مملكتنا الحبيبة وسمعة أمتنا، ولكن هل ألوم هذا السائق القادم إلينا من أدغال آسيا حيث وجد ضالته لدينا، أم ألوم من يقف وراء منع بناتنا من خدمة أنفسهن تحت حجة سد الذرائع؟! مع العلم أن هؤلاء الممانعين هم أول الناس المحتاجين لذلك. يذكرني بعض المعارضين لقيادة بناتنا السيارة بالقصة التي حدثت عام 1880م في الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما دخل شاب هندي إلى زعيم الهنود وقال له متى تنتهي حضارتنا يا زعيم؟ قال له الزعيم عندما تشاهد عربة الرجل الأبيض تمر إلى جانبك. وبالتالي يعتقد بعضهم أنه عندما يشاهد بناتنا يقدن السيارات في شوارع الرياض أو غيرها أنه قد انتهى وحكم عليه بالإعدام فكرياً واجتماعياً. لا أشاهد بوادر تبشر بالخير لمنع التحرّش من قبل هؤلاء القادمين ومهما بلغت شدة العقاب سوف تظل المشكلة قائمة وسوف تتكرر اليوم أو غداً والمؤسف أننا مازلنا نجهل أو نتجاهل أننا نخاطب سائقين مستواهم التعليمي صفر وثقافتهم معدومة، ولكن إذا كان السائق شرَّاً لابد منه فليكن ولكن لا نستأمنه على محارمنا وبناتنا وكثرة التجاوزات التي قام بها هؤلاء هي خير دليل، في الأمس فتاة تقفز من سيارة ليموزين والسبب تحرّش السائق الآسيوي بها، إذن ماذا ينتظرنا غداً؟. لا سبيل أمامنا اليوم لكبح جرائم هؤلاء إلا عندما نصارح أنفسنا بأنفسنا ونعرف أنه يوجد لدينا مشكلة اجتماعية تحتاج منا إلى مراجعة جادة وعلينا إيجاد الحلول لها رغم أن الحل واضح أمامنا وهو (السماح للمرأة بقيادة سيارتها) إذا أردنا أن نحد من مشكلات وتحرّش السائقين المتكررة، وللضرورة أحكام، ولا أعتقد أن هذا الحل هو ضرب من الخيال لأننا قد وجدنا حلولاً سابقة لمشكلات أعظم من هذه المشكلة رغم أنها ليست مشكلة ولكن نحن من أوجدها وجعلها مشكلة اجتماعية.