أدى شغور موقع الرئاسة اللبنانية إلى صدور قرار بإلغاء الاحتفال السنوي الرسمي بذكرى الاستقلال التي تُصادِف اليوم السبت. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلغاء الاحتفال منذ نهاية الحرب الأهلية، بحسب وزير الإعلام رمزي جريج. وأوضح جريج أن رئيس الوزراء، تمام سلام، وجَّه رسالةً إلى اللبنانيين في مستهل جلسة الحكومة أمس الأول الخميس، أعلن فيها «أننا لن نحتفل بذكرى الاستقلال هذا العام بسبب شغور منصب رئيس الجمهورية». وقبل 71 عاماً، أعلن لبنان في مثل هذا اليوم (22 نوفمبر) استقلاقه منهياً انتداباً فرنسياً استمر 23 عاماً. وتوقَّف الاحتفال بذكرى الاستقلال في الفترة من 1975 وحتى 1990 بسبب الحرب الأهلية. وعلى الرغم من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو الماضي، إلا أن مجلس النواب فشل في انتخاب رئيس جديد بسبب عمق الانقسام السياسي في البلاد على خلفية الأزمة في سوريا المجاورة. وتتطلب جلسة انتخاب رئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب (86 من أصل 128). ولم يتمكن البرلمان على الرغم من دعوته إلى جلسة انتخاب رئيس 15 مرة؛ من تحقيق نصاب بسبب مقاطعة تكتل حزب الله وحلفائه للجلسات. ويدعو هذا التكتل إلى «التوافق مسبقاً» على رئيس قبل عقد الجلسة، في حين يتهمه الفريق المناهض له (قوى 14 آذار) بمحاولة فرض الرئيس الذي يريده. ويتخلل الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال في لبنان إجمالاً عرض عسكري تشارك فيه فروع القوات المسلحة والدفاع المدني والكشافة ومؤسسات أخرى وتحضره الشخصيات السياسية والأمنية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية. و«يعود جزءٌ من قرار إلغاء الاحتفال إلى قضية الجنود وعناصر الأمن المختطفين في سوريا»، بحسب مصدر أمني. وإلى جانب الإنقسام السياسي، يتعرض لبنان إلى هزات أمنية متتالية ناتجة عن تداعيات النزاع السوري. وفي مطلع أغسطس الماضي، شهدت بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا مواجهات بين الجيش اللبناني ومسلحين استمرت 5 أيام وتسببت في مقتل 20 جندياً و16 مدنياً وعشرات المسلحين. وانتهت هذه المواجهات بانسحاب المسلحين من عرسال إلى الجرود وإلى سوريا، ألا أنهم اختطفوا عدداً من العسكريين وعناصر من قوى الأمن الداخلي، قتلوا منهم 3 ولا يزالون يحتجزون 27.