أرجأ مجلس النواب اللبناني للمرة الثالثة عشرة منذ ابريل الماضي جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية كانت مقررة الخميس، بسبب عدم اكتمال النصاب نظرا للانقسام السياسي الحاد في البلاد. وتتطلب جلسة انتخاب رئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب (86 من أصل 128)، وينقسم النواب بين مجموعتين أساسيتين: قوى 14 آذار المناهضة لدمشق وحزب الله ، وقوى 8 آذار، وتوجد كتلة ثالثة صغيرة في البرلمان مؤلفة من وسطيين ومستقلين، وأعلنت رئاسة مجلس النواب إرجاء الجلسة إلى 29 تشرين أكتوبر، وحضر إلى مقر البرلمان في وسط بيروت 58 نائبا للمشاركة في الجلسة التي لم تنعقد. ويأتي هذا الفشل الجديد في وقت يتعرض لبنان لهزات أمنية متتالية ناتجة عن تداعيات النزاع في سوريا المجاورة، وكان آخرها المواجهات الدامية بين مجموعات مسلحة قادمة من سوريا أو متواجدة في جرود لبنانية حدودية غير مضبوطة والجيش اللبناني. وحصدت جولة أولى من المعارك بين الطرفين في أغسطس الماضي 20 قتيلا بين القوى الأمنية و16 قتيلا بين المدنيين والعشرات من المسلحين. وشهدت منطقة عرسال الحدودية الليلة الماضية إطلاق نار على مواقع للجيش تم الرد عليها بالمثل.