قبل عام، وفي كلّ عام مرّ من زمن بعيد، تجد العشاق ينتظرون هذا اليوم ليتهادوا فيه الورد الأحمر والدببة الجميلة الأنيقة لتعبر عن حبهم في هذا اليوم الى الشخص المُهدى إليه، ولتكون رمزاً لمشاعرهم وذكرى يحتفظ بها الشخص المقابل... ولا ننسى أن الطابع على هذه الهدايا هو»اللون الأحمر». لون الحب، ولون الورد، ولون الشفاه بعد تجميلها كي تظهر الابتسامة الجذابة متناسبةً مع حقيبة اليد. حتى الملابس تجدها مصطبغة بالأحمر أيضاً. اليوم غير كل يوم مضى، نجد الحب له عيد آخر وطابع مميز وهدايا قد تكون أغلى ما تهديه لتعبر بها عن حبك، ولكن الجميل أنها بنفس اللون أيضاً، «الأحمر»هو طابعها. فها هو بشار الأسد يعشق التغيير، ويحاول أن يكسر الروتين الممل الذي اعتاده عبر سنين مضت من راقصة ذات فستان أحمر وكأس من الخمر المعتّق في وسط أضواء حانته الحمراء، ليفاجئ شعبه بهدية ستبقى محفورة في تاريخه الأسود ما دام في الأرض بشر، فيأتي بقطيع من التبّع يرمون الناس برصاصٍ ونارٍ خارقة حارقة، لتخترق ظلام الليل ورؤوساً أبت الذلَّ لنفسها، ويجلبون له كؤوساً من الدماء ليتلطخوا بها سائرين في عيد الحب، متراقصين فيها طرباً على أنغام الآه والأوّاه ويغني وسط حانته. أحمر.. أحمر، شعبي أحمر! أعشق دمهم، دمهم أحمر.. وحين يعشق الإنسان بلاده فيجب أن يقدم لها تعبيراً عن حبه، والبلاد غالية جداً لذا يجب أن تكون الهدية أغلى، هذا لم يفت إخواننا السوريون فهم يعشقون أرضهم أيضاً ليقدموا لها تلك الهدية الأغلى «أرواحاً مغموسةً بالدماء، ويبهجونها ببرك حمراء دامية في كل بقاعها ويغنون لها: بلادي بلادي فداكِ دمي ... وهبت حياتي فدىً فاسلمي ولكن هذا اليوم سينتهي والحب باقٍ لن ينتهي، والأسد قد استغرق في حبه للدماء ولا يقطع دماءهم إلا دمه.