المؤمنون في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد الواحد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى. ريحانة الأحوازية ولعنة العروبة عليها!! ريحانة فتاة أحوازية حالها كحال عشرات من أبناء جلدتها علقوا على المشانق أو تنتظرهم، هذا قدرهم!!، وقفت لسجانها بكل قوة وشجاعة، كتبت وصيتها قبل تنفيذ حكم الإعدام فيها،(أنا حرة عربية أنا ابنة المنذر وابنة القادسية وابنة ذي قار، أنا ابنة حيدرعلي الكرار، ابنة الفاروق عمر، وابنة القعقاع! أنا أخت العرب أنا ابنة الفارس البدوي الذي حطم تيجان كسَرى على رؤوسكم! فخسئتم أيها المجوس الأنجاس)!! نعم لم يكن ذنب ريحانة سوى أنها عربية!! يفترض أن ينصفها القضاء من هذا السافل الفارسي المسعور..مغتصبها، تلك التي دافعت عن شرفها، فكانت نهايته على يدها، فكان الإعدام في انتظارها!. ريحانة التي أبكت العالم العربي والاسلامي والعالم كله، لا يبدو أن حكايتها حركت ضمير السلطات الإيرانية الخبيثة التي لم تتردد في شنقها. سيلعن التاريخ كل أم عربية لم تحك وصية ريحانة لأحفادها!! ريحانة عروس عربية لم تفرح بفستانها الأبيض، كانت سبية لدى الفرس فطعنوا في شرفها!. على كل الشرفاء، تدوين حكاية ريحانة بالمناهج العربية (ريحانة حرة عربية أبية!)، بحيث تصل إلى آخر طفل عربي. لا أحد يعلم كيف دونت ريحانة وصيتها الأخيرة وهي تطلب العفو والمغفرة من والديها لأنها تخجل من حزنهما عليها. تقول في رسالتها وهي تخاطب والدتها: «علمت اليوم أنه سيكون تنفيذ القصاص. أنا متألمة لأنهم لم يسمحوا لي بأن أراك وأرى أبي؟ تعرفين كم أنا حزينة. لماذا لم يعطوني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟». 19 يوما هي عدد الأيام التي عاشتها ريحانة بعد صدور الحكم عليها من قبل القاضي، الذي لم يكن مقتنعا بأن مبرر القتل من أجل الشرف. تم اعتقالها وسجنت وهي ابنة 19 ربيعا والآن هي في ال 26. ولقد فشلت خلالها كل الأصوات الحقوقية في العالم لإنقاذها، ولكنها مكنتها من تسريب حكايتها وما تعرضت له. ريحانة ليست شهرزاد أو كليلة ودمنة وليست من وحي الخيال، ولكنها صرخت أمام كل العالم بأنها لم تقبل بهذا الحكم، ولكنه قدرها، فكان لا بد أن يموت سرها معها، وأن تظهر أمام الرأي العام وهي أمام حبل المشنقة. رسالة تحذير وتهديد لكل من ترى في ريحانة سببا ومنطلقا للتمرد على الكهنة الفرس (عباد المواقد)، بكت ريحانة ككل أنثى وهم يحلقون شعرها وضفائرها ويضعونها في السجن الانفرادي. لقد اختارت ريحانة بكل بساطة محبة الخالق ومحبة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما لم يدركه جلادها الذي أمر بإنهاء حياتها.!! ولا يمكن لمن حرموها الحياة أن يمنعوا قدرة الله على أن تكون في الجنة بإذنه سبحانه.