بلا منازع بأن الوقت هو من أثمن ممتلكات الإنسان أياً كان هذا الإنسان وفي أي بقعة من العالم وكثيراً ما ندم كبار السن على أوقات ضاعت منهم في غير ما كانوا يرجون. وتغنوا بقول الشاعر: ألا ليت الشباب يعود يوماً.. وقد أقسم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بوقت مثل (الفجر والضحى والعصر) والشواهد على ذلك كثيرة ومن ذلك حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (اغتنم خمساً قبل خمس ومنها فراغك قبل شغلك) فالساعة عندما تذهب لا تعود والمعيار الحقيقي لإدارة الوقت هو مدى اهتمام الفرد فيما يقضي وقته به وأهدافه في الحياة وبلوغ غاياته وطموحاته ولن يحصل ذلك لمن لا يحسن إدارة ذلك الكنز الثمين. وفي تتبع سير العظماء وعلى رأسهم رسول الله صلًى الله عليه وسلًم، يرى القارئ مدى الحرص على استثمار الوقت بشكل دقيق فيما يعود على نفسه وعلى مجتمعه بالفائدة، أما حال بعض شبابنا فهو البحث عن جزء صغير من الحياة وهو إمضاء الوقت في التسلية التي أبدع في تنوعها وصرف كل الوقت في التمتع بتحقيقها صارفاً هذا الكنز في بنيات الطريق وأضحى لدينا ما يسمّى بحسن إدارة الوقت ينظم في شكل دورات تدريبية لحسن استثماره. تباين اهتمامات ومواهب الناس ظاهرة صحية تخلق حالة ثقافية يعيشها الناس في محيط حياتهم اليومية يلعب فيها الوقت العمود الفقري في تحقيقها أو قل محاولات الوصول إلى الطموح وتحقيق المواهب. لكن فئة من الشباب من الجنسين لم يدركوا قيمة هذا الكنز ولم يسارعوا لاغتنامه والحرص على الاستفادة من شريحة معينة في العمر ففي مواسم الإجازات تذهب الساعات والساعات وراء الشاشة دون حسيب أو رقيب ولا تعدو الفائدة سوى التسلية التي أخذت أضعاف ما تستحق. يا معشر الشباب أدركوا ما تبقى من العمر فالساعات محدودة والأيام التي تذهب لا تعود.