قال سمير جعجع، أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية، إن الانتخابات لشغل مقعد الرئاسة الشاغر منذ مايو الماضي لن تجرى قريبا، لكنه استبعد اندلاع حرب أهلية جديدة رغم الصراعات السياسية. وعلى مدى أكثر من 6 أشهر، فشل البرلمان اللبناني في انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط في إطار واحدة من تداعيات الحرب في سوريا التي شلَّت كثيرا من مؤسسات الدولة وأثارت موجات من العنف المميت. وتوقَّع جعجع (62 عاماً)، في مقابلة بمنزله في قرية معراب الواقعة بين الجبال المطلة على بلدة جونية المسيحية، أن يُطرَح موضوع رئاسة لبنان على طاولة البحث في مقايضات ومساومات خارج لبنان، وهو ما جعله يستبعد إجراء انتخابات رئاسة على المدى المنظور. وقوَّضت الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات استقرار لبنان، وقُتِلَ 11 جندياً لبنانياً في المعارك الأخيرة التي دارت بين الجيش ومتشددين في شمال البلاد. ويواجه النظام في لبنان واحدة من أكبر التحديات منذ الحرب الأهلية، حيث تم تأجيل كل من الانتخابات البرلمانية والرئاسية في الوقت الذي يكافح فيه مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات أساسية. لكن جعجع، وهو سياسي مسيحي كان قائداً لميليشيا القوات اللبنانية إبان الحرب الأهلية (1975- 1990)، يرى أن بلاده لن تنزلق إلى حرب أخرى بفعل الصراعات التي تغذيها الطائفية لأن نية القيام بالحرب غير موجودة بين الخصوم. وفي غياب أي اتفاق سياسي من شأنه أن يسمح بإجراء انتخابات برلمانية فمن المتوقع أن يصوت نواب المجلس المستمر منذ أكثر من 5 سنوات يوم الأربعاء المقبل على تمديد فترة ولايتهم حتى عام 2017. وقال جععج «إذا وصلنا إلى 20 نوفمبر الجاري وليس هناك انتخابات نيابية ولا تمديد وليس لدينا رئاسة جمهورية ولا مجلس نيابي، في اللحظة ذاتها التي يسقط فيها المجلس النيابي تسقط الحكومة وتصبح حكومة تصريف أعمال وبالتالي نكون وقعنا في الفراغ الكبير». وتساءل «هل هذا ما يريده هذا الفريق الذي ينادي ليلا نهارا بأنه ضد التمديد وفي نفس الوقت لم يقم بأي خطوة للإعداد للانتخابات النيابية؟» ويعتقد جعجع أن ما يمنع حصول انتخابات رئاسية في لبنان هو مقاطعة كتلتين بالتحديد هما كتلة حزب الله وكتلة الإصلاح والتغيير (بزعامة ميشال عون) للانتخابات.