أعلن رئيس هيئة أركان الجيش البوركيني نابيري هونوري تراوري حل البرلمان والحكومة والعمل على تشكيل "هيئة" لتسيير البلاد، يستمر عملها مدة لا تتجاوز 12 شهرا. وهذا وسط قلق دولي إزاء تطورات الأوضاع في هذا البلد. وتم إحراق الجمعية الوطنية واقتحام مقر التلفزيون العام وشهدت المحافظات أعمال عنف وانتشرت الدعوات إلى استقالة الرئيس. وإزاء تدهور الوضع واتساع الأزمة تدخل الجيش. وجاء في بيان لرئيس هيئة أركان الجيش نابيري هونوري تراوري، تلاه ضابط في مؤتمر صحافي، أن السلطتين التنفيذية والتشريعية ستتولاهما هيئة انتقالية ستشكل "بالتشاور مع كل القوى الحية في الأمة" وتكون مهمتها عودة النظام الدستوري "في مهلة 12 شهرا". وفرض أيضا حظر التجول "على مجمل أراضي البلاد من السابعة مساء إلى السادسة صباحا (...) حفاظا على سلامة الناس والممتلكات". أفاد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية أن المتظاهرين لم يرحبوا بخبر تولي الجيش السلطة. ودعا بضع مئات منهم إلى اعتصام في العاصمة لتجنب هذا الانقلاب. ولم يتحدث رئيس بوركينا بليز كومباوري الذي وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري في 1987، منذ السبت. ومن المقرر أن يدلي بتصريحات عبر إذاعتين في واغادوغو وفق صحافيين في هاتين الإذاعتين. أعمال عنف أسفرت أعمال العنف عن سقوط قتيل على الأقل. فقد قتل رجل على بعد مئات الأمتار من منزل فرنسوا كامباوري الشقيق الأصغر لرئيس الدولة والشخصية النافذة في النظام. وعمد المتظاهرون إلى تخريب وإحراق جزء من مبنى الجمعية الوطنية. وارتفعت سحب كثيفة من الدخان الأسود من النوافذ المحطمة. وفي محيط قصر الرئاسة إلى جنوبالمدينة، بقي التوتر جليا. وكان مئات المتظاهرين يواجهون جنود الحرس الجمهوري. وعمد بعض الجنود إلى إطلاق النار تحذيرا فوق رؤوس المحتجين. كما اقتحم المتظاهرون مبنى الإذاعة والتلفزيون المجاور للجمعية الوطنية في واغادوغو وقاموا بعمليات تخريب. وهو رمز أخر للسلطة يتعرض للهجوم. وسجلت اضطرابات ايضا في بوبو ديولاسو ثاني مدن البلاد (جنوب غرب). وأحرقت البلدية ومقر الحزب الرئاسي، بحسب شهود. وانزلقت بوركينا فاسو إلى هذه الأزمة مع الإعلان في 21 تشرين الأول/أكتوبر عن مشروع تعديل دستوري يمكن رئيس البلاد من الترشح لولاية ثالثة. الأطراف الدولية "قلقة" إزاء الوضع عبر الاتحاد الأفريقي عن "قلقه البالغ" إزاء الوضع في بوركينا فاسو ودعا "جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس". من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي إلى "الدخول سريعا في حوار" ووضع حد للعنف. ودعت فرنسا بعد ظهر الخميس إلى "عودة الهدوء" مطالبة "كافة الأطراف بالتحلي بضبط النفس". وقالت الخارجية الفرنسية عبر الصحافة الالكترونية أن فرنسا "تتابع باهتمام كبير سير التظاهرات". من جهته، أعرب البيت الأبيض عن "قلقه الشديد" حيال الوضع في هذا البلد. 1