لقي مقيم أمريكي مصرعه وأصيب أحد مواطنيه بعد أن أطلق جانٍ النار عليهما أمس عند توقف سيارتهما عند إحدى محطات الوقود بالقرب من استاد الملك فهد شرق مدينة الرياض. فيما نجحت الجهات الأمنية في القبض على الجاني بعد تبادل للنار أصيب على إثره. وبينت مصادر ل «الشرق» أن القتيل وزميله المصاب يعملان في شركة «فينيل» العربية كمدربين في وحدة الحرس الوطني وأن المصاب حالته خطيرة، فيما علم أن القاتل في العشرينيات من العمر. كما أكدت مصادر أمنية ل «الشرق» عدم صحة ما تردد من أنباء عن وجود شريك للجاني في الموقع. وكان الناطق الإعلامي لشرطة منطقة الرياض قال في بيان أمس أنه عند الساعة (02:49) من ظهر أمس تعرض شخصان في سيارتهما لإطلاق نار أثناء توقفهما عند إحدى محطات الوقود بالقرب من استاد الملك فهد شرق مدينة الرياض، وعلى الفور باشرت قوات الأمن الحادث وتمكنت بعد توفيق الله من محاصرة المعتدي وتبادل إطلاق النار معه وإصابته والقبض عليه. وأضاف البيان، وقد نتج عن هذا الاعتداء مقتل أحدهما وإصابة الآخر بإصابة متوسطة، واتضح أنهما من حملة الجنسية الأمريكية، وقد باشرت الجهات المختصة إجراءتها، وتم نقل القتيل وزميله المصاب إلى المستشفى، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية. يذكر أن المجمع السكني الخاص بشركة فينيل العربية كان قد تعرض لحادث إرهابي مساء الإثنين 12 مايو 2003م ضمن 3 تفجيرات تعرضت لها تجمعات سكنية هي «الحمراء، إشبيلية وفينيل» بمدينة الرياض أسفرت عن مقتل قرابة 30 شخصاً من بينهم 10 أمريكيين فيما أصيب 194 آخرين. أوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، أنه إلحاقًا للبيان المعلن من شرطة منطقة الرياض أمس، بشأن تعرض شخصين يحملان الجنسية الأمريكية لإطلاق نار نتج عنه مقتل أحدهما وإصابة الثاني، والقبض على الجاني بعد محاصرته وتبادل إطلاق النار مَعَهُ وإصابته، بأن الجاني سعودي الجنسية من مواليد الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويبلغ من العمر 25 سنة ويدعى عبدالعزيز بن فهد الرشيد، وقد كان يعمل مع شركة فينيل المتعاقدة مع وزارة الحرس الوطني، التي يعمل فيها المجني عليهما، ولكنه فُصِل من عمله لدى الشركة بناء على ملاحظات إدارية وسلوكية. وأضاف المتحدث أنه لم يثبت لدى الجهات الأمنية وجود أي ارتباطات سابقة له مع التنظيمات المتطرفة، ولكنها تتابع حالته الصحية لأخذ أقواله والوقوف على دوافعه من إطلاق النار على المجني عليهما. أفادت الخارجية الأمريكية أن الأمريكيَين اللذين تعرضا لهجوم أمس في الرياض أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر هما موظفان في شركة «فينيل أرابيا» المتعاقدة في مجال الدفاع. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي في بيان إن أمريكياً قُتل بالرصاص وأصيب آخر في شرق الرياض حين تعرضا لإطلاق نار في محطة وقود قريبة من مقر شركتهما في العاصمة السعودية، وأوضحت بساكي أن شركة «فينيل أرابيا» تعمل في إطار «برامج عسكرية للحرس الوطني السعودي» في الرياض. وأضافت المتحدثة «نحن على اتصال وثيق بالحكومة السعودية لمواصلة جمع التفاصيل ومعرفة دوافع إطلاق النار هذا». ولفتت بساكي إلى أنه تم توجيه رسالة إلى جميع الرعايا الأمريكيين في السعودية «لإبلاغهم بالوضع وبالإجراءات الوقائية التي عليهم اتخاذها». نوه المسؤول الإعلامي في السفارة الأمريكية في الرياض بالتحرك الفوري للأجهزة الأمنية السعودية وسرعة تعاملها مع الموقف والقبض على المتورط. وقال يوهان شمونسيس ل «الشرق» إن «قوات الأمن باشرت الحادث وتمكنت من القبض على المشتبه فيه». وأضاف أن السفارة «على اتصال وثيق مع الحكومة السعودية، ومازلنا نجمع التفاصيل عن إطلاق النار والدافع لذلك». وأضاف «يمكننا أن نؤكد أن مواطناً أمريكياً قُتل وأصيب آخر بجروح طفيفة إثر هجوم مسلح على محطة وقود محلية تبعد تقريبا 30 كيلومتراً من السفارة الأمريكية». وأكد أن «جميع موظفي السفارة، بما في ذلك الموظفون المحليون، هم في أمان»، لكنه قال «نحن في عملية تقييم للوضع الأمني لدينا، وسوف نتخذ الخطوات المناسبة لضمان سلامة جميع أفراد السفارة الأمريكية». ونبه إلى أن السفارة «أصدرت تحذيرات لمواطني الولاياتالمتحدة بشأن الوضع واحتياطات السلامة التي يجب اتخاذها». فرضت الأجهزة الأمنية المختصة بشرطة منطقة الرياض طوقاً أمنياً بمحيط 600 م من مكان الجريمة شرق مدينة الرياض. وشدّدت الدوريات الأمنية الطوق حول الشوارع الرئيسية القريبة من الموقع وأقامت نقاط تفتيش مشددة. «الشرق» التقت عديدا من أصحاب المحلات التجارية القريبة من موقع الحادث بعد رفض رجال الأمن اقترابنا من محطة الوقود التي حدثت فيها الجريمة وإخلاء من فيها إلا أن أصحاب المحلات وكذلك سكان قالوا لم نشعر بالحادث ولم نسمع أي إطلاق للنار. قال دبلوماسي أمريكي ل»فرانس برس»، إن مطلق النار الذي قتل أمريكياً وأصاب آخر في الرياض أمس، موظف سابق يحمل الجنسيتين السعودية والأمريكية، ومستاء من شركة فينيل أرابيا المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية. وأضاف أن مطلق النار هو موظف سابق في الشركة التي كان القتيل والجريح يعملان فيها، مستبعدا فرضية الاعتداء «الإرهابي» على الموظفين.