أعلنت وزارة الداخلية أمس أنها اعتقلت أعضاء «خلية إرهابية» تضم امرأتين على علاقة بالجهاديين المتحصنين بالجبال قرب الحدود الجزائرية كانت تخطط لشن هجمات بهدف إدخال البلاد في فوضى، وذلك قبل أسبوعين من إجراء ثاني انتخابات حرة في البلاد. وتتجه تونس نحو ديمقراطية كاملة مع استعداداها لإجراء انتخابات برلمانية في 26 أكتوبر الحالي وينظر إليها على أنها نموذج في المنطقة المضطربة. لكن المراحل الأخيرة من انتقالها للديمقراطية تواجه تهديداً من جماعات إسلامية متشددة هاجمت في الأشهر الماضية قوات الأمن وقتلت عددا من الجنود. وقال محمد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن هذه الخلية التي لها علاقات مع تنظيم أنصار الشريعة المحظور كانت تستعد لتفجير سيارة ملغومة لاغتيال شخصية سياسية دون أن يعطي أي تفاصيل عن اسمها. لكن أحمد نجيب الشابي القيادي البارز في الحزب الجمهوري العلماني قال إنه هو الذي كان مستهدفا من خلال تفجير موكبه بسيارة ملغومة. وأضاف الشابي وهو معارض للرئيس السابق زين العابدين بن علي أن وزارة الداخلية بلَّغته بإحباط محاولة اغتياله. وقال العروي إنها المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال امرأتين قياديتين في أنصار الشريعة إحداهن تدعى فاطمة الزواغي التي قال إنها أصبحت مسؤولة الجناح الإعلامي لأنصار الشريعة وهي على اتصال مباشر بزعيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين المعروف باسم أبي عياض الفار في ليبيا. ومنذ ثلاث سنوات شهدت تونس بروز جماعات إسلامية متشددة من بينها أنصار الشريعة التي أعلنتها تونس والولايات المتحدة منظمة إرهابية بعد هجوم استهدف السفارة الأمريكية واغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية العام الماضي. وانزلقت تونس العام الماضي إلى أسوأ أزمة سياسية استمرت شهورا بعد اغتيال اثنين من قادة المعارضة العلمانية على يد مسلحين إسلاميين. وانتهت الأزمة بتخلي حركة النهضة الإسلامية عن الحكم بموجب اتفاق مع المعارضة. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن قوات الأمن ضبطت أيضا شاحنة أسلحة وأموالا قادمة من ليبيا باتجاه جبال الكاف قرب الحدود الجزائرية، حيث يحتمي بعض الجهاديين. وقال العروي إن هذه الجماعة تهدف للزج بالبلاد إلى حالة من الفوضى والارتباك بهدف إفشال الانتخابات.