بعد اختراعه الديناميت، ذاع صيت ذلك السويدي، الذي ينتمي إلى عائلة سويدية فقيرة، إنه ألفرد نوبل، الابن الرابع لتلك الأسرة الفقيرة، الذي أصبح غنياً بسبب ذلك الاختراع، الذي أسهم في إيجاد أسرع الطرق في قتل مزيد من الناس. عاش ألفرد حياة مضطربة، فقد كان وحيداً، أغلب أوقاته، ولم يتزوج، البتة، ولم يكن يشعر بالسعادة، على الرغم من ثرائه الباهظ من اختراع ذلك الموت، فلم يدر بخلد ألفرد حينها أنه سيكون سبباً في قتل كثير من الناس بسبب اختراعه المشؤوم، فما كان يفكر فيه، فقط، هو الشهرة والمال. كيف أتت الجائزة إذن؟. إنها قصة غريبة جداً، تلك القصة التي نبّهت ألفرد إلى سوء فعلته، فقد توفي شقيق له يدعى لودفيج، وعن طريق الخطأ قامت صحيفة فرنسية بنشر نعي ل «ألفرد» ظناً منها أنه هو الذي توفي، ومما جاء في النعي: «تاجر الموت ميت»، وأضافت الصحيفة الفرنسية: «الدكتور ألفرد نوبل الذي أصبح غنيَّاً من خلال إيجاد طرق لقتل مزيد من الناس، أسرع من أي وقت مضى، توفي بالأمس»، شعر ألفرد حينها بخيبة أمل مما قرأه، وقد شعر بالقلق بشأن ذكراه، بعد موته، وكيف ستذكره الأجيال. قرّر ألفرد، في وصيته الأخيرة، أن يتبرع بتركته لتأسيس جائزة تسمّى باسمه وتقسم على فروعها الخمسة (العلوم الطبيعية، والكيمياء، والعلوم الطبية، والأعمال الأدبية، وخدمة السلام الدولي) دون تمييز لجنسية الفائز، وكأن ألفرد أراد أن يكفّر عن ذنبه جراء اختراعه. استمرت الجائزة، ولم يدر بخلد ألفرد أنها ستمنح، يوماً، لقاتل مثله، بل أبشع منه، لأن أكثر ضحاياه من الأطفال، جائزة تمنح لإسحق رابين، تباً لها من جائزة، جائزة تمنح لبشر كهؤلاء ! أمّا أنتِ يا ملالا، فلا أظن أنه سيكفّر، عن ذنبه، ألفرد، حتى وإن منحكِ إيّاها في عامها هذا، نظراً لدفاعك عن الفتاة الباكستانية وتعليمها، الذي بسببه كادت حياتك أن تذهب على يد طالبان. رسالتي إليك يا ملالا: «ألاّ تتقلدي ميدالية مُنحت لرابين من قبل، ورُسم عليها رجال عراة، فأنتِ، في النهاية، فتاة مسلمة!.