تمكن المقاتلون الأكراد في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا الليلة الماضية، من استرجاع موقعين كان قد استولى عليهما تنظيم «داعش»، دون أن يؤثر ذلك على توازن القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في أيدي التنظيم المتطرف. فيما واصل الائتلاف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة غاراته ليلا على مواقع وتجمعات لتنظيم «داعش» في جنوبالمدينة وشرقها. كما شملت الغارات محافظة الرقة (شمال) المجاورة. وبعد ظهر أمس، انفجرت سيارة مفخخة يقودها مقاتل من تنظيم «داعش» في شمال عين العرب (كوباني بالكردية)، دون أن يعرف ما إذا كانت تسببت في إصابات وقتلى. وأفاد صحافي في وكالة فرانس برس في المنطقة الحدودية من الجانب التركي، عن سماع أصوات طلقات أسلحة رشاشة وانفجارات قذائف هاون متلاحقة، ناتجة عن الاشتباكات التي باتت تدور على أقل من كيلومتر من الحدود. وإذا كان مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية قد نجحوا في كسب بضعة أمتار على الأرض بعد هجمات مضادة خلال الساعات الماضية، فالواقع أن التنظيم المعروف باسم «داعش» لا يزال يسيطر على مساحة تقارب ال 40% من المدينة الصغيرة المحاصرة من 3 جهات، بينما تحدها تركيا من الجهة الرابعة مقفلة معبرها الحدودي على الأسلحة والمتطوعين الأكراد الراغبين في دخول عين العرب والقتال إلى جانب المدافعين عنها. ونفذت وحدات حماية الشعب هجوماً معاكساً في القسم الجنوبي لمدينة عين العرب، انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين لتنظيم الدولة الإسلامية». وجاء الهجوم بعد محاولة جديدة من التنظيم لاستكمال السيطرة على المدينة عبر هجوم من 4 محاور على مراكز الوحدات في الجنوب، في ظل استمرار المعارك العنيفة على محاور المدينةالشرقيةوالجنوبية. وتخلل المعارك قبل الظهر سقوط قذيفتين أطلقهما تنظيم «داعش» على منطقة المعبر الحدودي الواصل بين مدينة عين العرب والأراضي التركية. وبلغت حصيلة القتلى في معارك يوم الأحد 14 مقاتلاً من تنظيم «داعش» و5 مقاتلين أكراد. وكانت «وحدات حماية الشعب» قد نجحت الأحد في التقدم بضعة أمتار في محيط «المربع الأمني» الذي استولى عليه التنظيم الجمعة في شمال عين العرب. ويضم هذا المربع مقار ومباني تابعة لقيادة «وحدات حماية الشعب» وقوات الأمن الكردية والمجلس المحلي للمدينة. ونفذت طائرات التحالف الغربي الدولي 5 ضربات صباح أمس، استهدفت 4 منها تجمعات ومواقع لتنظيم «داعش» في القسم الجنوبي لعين العرب، بينما استهدفت الضربة الأخيرة مراكز للتنظيم على أطراف المدينة، من جهة هضبة «مشته نور الواقعة» عند التخوم الشرقية. وشملت ضربات الائتلاف الدولي مناطق في مدينة الرقة وأطرافها، أبرز معاقل «داعش»، وأماكن في ريف الرقة الشمالي حيث استهدفت تجمعات لهذا التنظيم. وقتل في الغارات في الرقة وعين العرب 28 عنصرا من تنظيم «داعش». واستقدم تنظيم «داعش» المدجج بالسلاح الثقيل والمتطور، تعزيزات الأحد إلى كوباني في مواجهة المقاومة الشرسة التي يبديها المقاتلون الأكراد الذين يشكون من نقص في الذخيرة والسلاح.