تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) نحو مدينة "كوباني" الكردية والمعروفة باسم "عين العرب"، والواقعة في ريف حلب الشمالي، وأصبح مقاتلو التنظيم على مسافة 2 كلم من المدينة. وكان التنظيم بدأ هجوماَ منذ أسابيع بهدف السيطرة على المدينة التي تعد إستراتيجية، والتي استضافت نحو مئتي ألف نازح سوري، وفق الأممالمتحدة، لأنها كانت بمنىء نسبي عن المعارك العسكرية، وهرباً من عمليات الذبح والقتل التي يمارسها مقاتلو التنظيم. ويسعى "داعش" الى السيطرة على كوباني من أجل تعزيز سيطرته على الحدود التركية السورية، بعد أن سيطر على 60 قرية في المنطقة، لكنه يواجه مقاومة شرسة من قبل مقاتلي وحدات "حماية الشعب" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، في وقت تشن طائرات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب غارات على تجمعات التنظيم، الذي يحاصر المدينة وأوضح مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن أن "مقاتلي "داعش" أصبحوا على مسافة 2 كلم من المدينة وسط مخاوف من أن يتمكن مقاتلوه من الوصول إلى المدينة، في ظل شكوك حول قدرة المقاتلين الأكراد على استمرار مقاومتهم". واذ تمكن التنظيم من السيطرة على كوباني سيكون قد حصل على مساحات إضافية من الأراضي المتصلة بمحافظة الرقة، وسيصل الى الحدود التركية التي سيستثمر وجوده قربها من أجل إستقدام المزيد من المقاتلين، وتسهيل نقل الأموال والحصول على السلاح، وذلك بسبب سهولة التنقل ضمن الأراضي التركية. وسيمكنه ذلك من السيطرة على المعبر الواقع بين منطقتي الحسكة وعفرين الكرديتين وسيعزلهما، مما يسهل السيطرة عليهما. أما بالنسبة الى الحكومة التركية التي تستضيف النازحين من المدينة، يقوم جيشها بالرد على مصادر النيران في حال سقوط أي طلقات نارية أو قذائف من الجانب السوري، وقام الجيش التركي بوضع دبابات على الحدود في الاراضي التركية المقابلة للمدينة بعد سقوط قذائف هاون أطلقها مقاتلو "داعش". في وقتٍ يدرس البرلمان التركي مسألة إنضمام تركيا الى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. وكان الزعيم الكردي عبد الله أوجلان حذر في وقت سابق اليوم من سقوط مدينة كوباني بأيدي مقاتلي التنظيم، موضحاً ان ذلك سيؤدي إلى فشل محادثات السلام الجارية مع أنقرة لتسوية النزاع الكردي. وفي وقتٍ سابق، حضّ رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني المجتمع الدولي الجمعة على استخدام كل الوسائل لحماية مدينة كوباني في سورية. أما الإئتلاف الوطني السوري فإكتفى بتحذير المجتمع الدولي من مخاطر وقوع "مجازر محتملة" بحق المدنيين في المدينة، مطالباً بالاسراع بتسليح الجيش السوري الحر من أجل مواجهة قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي "داعش".