على جبهة أخرى، غير الجبهة العراقية السورية، وعلى مسار موازٍ للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي التكفيري. تنادت الدول الإفريقية لتشكيل قوة متعددة الجنسيات لمحاربة جماعة «بوكو حرام» الإرهابية التي يهدد تصاعد قوتها زعزعة استقرار وأمن دول المنطقة في الساحل والصحراء الإفريقية. إن طليعة القوة الإفريقية المزمع تشكيلها التي ستضم جنود من جيوش النيجرونيجيريا وتشاد والكاميرون، تمثل أهمية بالغة في الحرب على الإرهاب، الذي تمدد وانتشر مثل خلايا السرطان، وأصبح قادراً على أن يضرب في أكثر من مكان وبأكثر من وقت واحد، وبطريقة غير متوقعة. إن ما يجب الالتفات إليه في ظل الحرب على الإرهاب، هو موازنة الجهد العسكري والاستخباري وتعزيز جسور التنسيق بين الاستراتيجية الإفريقية واستراتيجية التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، فالقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي يتطلب كذلك حشد الجهد ذاته للقضاء على جماعة «بوكو حرام» الإرهابية. ومثل هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق دون تبادل المعلومات الاستخبارية والتدريب المشترك بين جيوش الدول المنخرطة في الحرب على الإرهاب ومواجهة الشبكات الإجرامية الخارجة عن القانون. إن حركة «بوكو حرام» التي على ما يبدو بدأت تشعر بأن لا شيء يمكنه أن يقف بوجهها في شمال شرق نيجيريا، بحاجة إلى أن تدرك أن الحرب الكونية ضد التنظيمات الإرهابية لن ترحمها ولن توفرها، خاصة أن الجماعة سبق لها أن بايعت ما يسمى خليفة تنظيم «داعش» الإرهابي أبوبكر البغدادي. كما أن الحركة الإرهابية هددت فعلياً بالاستيلاء على عاصمة ولاية بورنو مايدوغوري، على طريقة سيطرة مقاتلي «داعش» على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية والسورية. إن الحرب على الإرهاب، كي تحقق غاياتها، توجب على جميع الأطراف المشاركين فيها وعلى كل الجبهات الالتفات إلى أهمية تحقيق انتصار مكافئ وموازن للانتصارات التي تتحقق على الجبهة العراقية والسورية ضد تنظيم داعش، وذلك من خلال النظر إلى نفس الخطر بنفس المعيار، فخطر الإرهاب مقلق ويهدد الأمن والسلم الدوليين، بصرف النظر عن المكان الذي يتكاثر وينشط فيه.