جمعت المشاعر المقدسة أماً فلسطينية من قطاع غزة ومن ذوي أسر الشهداء بابنها بعد فراق دام أكثر من 30 عاماً. وفي التفاصيل التي رواها ل «الشرق» رئيس لجنة حجاج فلسطين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عبدالعزيز ناصر الصالح، أن الحاجة الفلسطينية من ذوي أسر الشهداء وتبلغ من العمر 65 عاماً، لم ترَ أحد أبنائها منذ 30 عاماً، حيث كان يعمل في السعودية ويتنقل ما بين الرياضوجدة، ولا يستطيع مقابلتها وزيارة فلسطين بسبب منعه من الدخول من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، وكان يتواصل معها عن طريق الاتصال الهاتفي وسماع صوتها. وأضاف أن ابنها ذهب إلى الأردن عدة مرات في محاولة لمقابلتها هناك، حيث كان يتواصل معها باستمرار، إلا أنها لم تستطع الخروج من الحدود. وتابع «المسنة تواصلت مع ابنها وأخبرته بأنها ضمن ال1000 حاج الذين سيؤدون مناسك الحج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لأسر الشهداء، حيث غمرته الفرحة والسرور وجاء إلى الفندق في مكة وقابلها بعد فراق دام 30 عاماً، كما زارها مرة أخرى في مخيمات منى والدموع تذرف من عينيه ولم يصدق أن حلمه تحقق واجتمع مع والدته في أطهر بقاع الأرض». وفي موقف ثانٍ، قال الصالح إن 3 حجاج من أسر الشهداء لم يحالفهم الحظ طوال حياتهم بزيارة المشاعر المقدسة وتأدية فريضة الحج، وبعد أن جاء دورهم ضمن ال1000 حاج وانطلقوا من غزة، تم إيقافهم من قِبل القوات الإسرائيلية وإعادتهم، وأصابهم إحباط شديد بسبب فقدان الأمل، ولكنهم عادوا واستكملوا أوراقهم النظامية ولحقوا بالبعثة بعد 3 أيام في رحلة طيران أخرى، ليتحول الحلم إلى حقيقة ويتحول الإحباط إلى تفاؤل. وأوضح أن الحجاج يبلغ عددهم 1000 حاج من غزة والضفة الغربية وجميعهم من ذوي الشهداء، وأضاف «من المعروف أن أعدادهم كبيرة، فهذه المكرمة سنة بعد سنة أخرى وتغطي أعداداً، وهذا البرنامج غطى 12 ألفاً من ذوي الشهداء، وهذه السنة ضمن السنوات السابقة، بحيث يصبح المجموع 12 ألف حاج في 12 سنة، وفي السنة الواحدة 1000 حاج». وأشار إلى أنه تم تكليف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتنفيذ المكرمة ومتابعة إعدادها من كافة الجوانب، وكُلفت بناءً على ذلك عدة لجان من ضمنها لجنة حجاج فلسطين. أما عبدالكريم إبراهيم الحية من قطاع غزة ويبلغ من العمر 70 عاماً (إعلامي سابق عمل لمدة 36 عاماً في الإعلام)، فذكر ل «الشرق» من داخل المخيم الخاص بهم، أنه كان يعمل في إذاعة الكويت منذ عام 1968م وحتى عام 1992م، وعمل في هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطينية بعد عودته، كما عمل في إذاعة وتليفزيون فلسطين إلى أن تقاعد في عام 2006م. وأكد رئيس وفد أسر الشهداء ومدير مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في كل محافظات قطاع غزة محمد جودة النحال، أن المملكة منذ عام 1948م وحتى الآن لم تكن بعيدة عن دعم الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، وقال «من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وهذه مكرمة ملكية كريمة من خادم الحرمين الشريفين كان لها الأثر الكبير في نفوس الشعب الفلسطيني».