تقديرًا لذويهم الذين قدموا دماءهم دفاعًا عن فلسطين والمسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، تستضيف المملكة للعام الثاني عشر على التوالي، أسر الشهداء الفلسطينيين؛ لأداء فريضة الحج، والسادس على التوالي الذي يوجه فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لاستضافة الأسر الفلسطينية من قطاع غزة، والضفة الغربية، على نفقته الخاصة، يحفظه الله. وأعلنت مصادر سعودية أن المملكة نجحت في استضافة نحو 12 ألفًا من أسر شهداء الفلسطينيين حتى هذا العام، جميعهم يستحق هذه المكرمة، جزاء صبرهم وتضحيتهم، فيما استضاف البرنامج ذاته أكثر من 22 ألف حاج من ضيوف خادم الحرمين من مختلف دول العالم. وتندرج استضافة أسر شهداء فلسطين ضمن "برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز"، الذي تشرف عليه في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف لأكثر من 18 سنة، ويشهد هذا البرنامج كل عام تطورات وتحديثات تعزز خدمة ضيوف الرحمن. وتسهل عليهم أداء نسكهم بكل راحة. ورغم استضافة المملكة نحو 1400 حاج كل عام من 70 دولة، أبرزها إندونيسيا، وبنجلاديش، وتايلاند، والفلبين، وكمبوديا، وقرقيزستان؛ فإن حجاج أسر الشهداء الفلسطينيين لهم النصيب الأكبر من هذا العدد الذي يصل إلى نحو ألف حاج سنويًّا، للتخفيف من معاناتهم وآلامهم؛ بسبب فقد ذويهم في حربهم المتواصلة مع العدو الإسرائيلي. يشير فلسطينيون وعرب مسلمون إلى أن هذه المكرمة الملكية ليست مستغربة من خادم الحرمين الشريفين، وأنها امتداد لمواقف خادم الحرمين الشريفين تجاه الأشقاء في فلسطين، وبخاصة الذين يقفون على خط النار مع العدو الصهيوني. الدور المصري بدورها، تلعب مصر في كل عام، دورًا رئيسيًّا في اكتمال عملية نقل جميع حجاج قطاع غزة، إلى الأراضي المقدسة، عبر معبر رفح البري، ومنه إلى مطار القاهرة، في وجود وفد من سفارة فلسطين في القاهرة، يكون في وداع الحجاج على الأراضي المصرية، أما العودة، فغالبا ما تكون من مطار الملك عبد العزيز الدولي في المدينةالمنورة إلى مطار القاهرة الدولي، ومنه إلى القطاع. فيما يتجه حجاج الضفة إلى الأراضي المقدسة في رحلات مباشرة إلى الأراضي السعودية، وبذلك تبلغ حصة قطاع غزة من قبل المملكة العربية السعودية لهذا العام 2508 حجاج، من أصل 6280 حاجا، هم مجموع حجاج السلطة الفلسطينية، منهم 1000 حاج تشملهم المكرمة الملكية هذا العام، وتضم قائمة أسر شهداء غزة، وبعض الأسر من محافظة شمال غزة، وأسر الشهداء في محافظة الوسطى، وأسر الشهداء في محافظة خان يونس، وأسر الشهداء في محافظة رفح. دعم القضية من جانبه، عير العديد من الحجاج المكرمون عن فرحتهم بهذه المكرمة، ليس لسبب سوى أنها جاءت من قائد الأمة العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين، الذي لطالما دعم القضية الفلسطينية، ووقف بجانب الحق الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية، ودعا إلى إعادة الحق الفلسطيني المسلوب، وإنشاء دولة فلسطين وعاصمتها القدس. تحرص المملكة العربية السعودية، كل عام، على إعداد برنامج خاص لاستضافة الحجاج الفلسطينيين؛ ليتمكنوا من أداء حجهم كاملا وفق منهج إسلامي صحيح. وتقول وزارة الحج إنها تلتزم بتحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين، فيما يخدم مصلحة الحجاج الفلسطينيين، ويضمن راحتهم منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة، وحتى مغادرتهم ووصولهم إلى بلدهم فلسطين سالمين غانمين. رسالة المملكة ويؤكد المسؤولون الفلسطينيون، سواء في السابق أو حاليا، أن حرص خادم الحرمين الشريفين على استضافة الحجاج الفلسطينيين كل عام، وتحديدًا من أسر الشهداء، بمنزلة أكبر مواساة لهؤلاء الذين فقدوا ذويهم، مشيرين إلى أن الاستضافة تؤكد وتعزز الرسالة التي تحملها المملكة العربية السعودية تجاه قضية العرب الأولى: القضية الفلسطينية. ويوجه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية، الذي يشرف على البرنامج، بضرورة تسخير كل الإمكانات وتوفير كل الاحتياجات، التي تعين ضيوف خادم الحرمين الشريفين على أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة.