للمرة الثانية يراهن المسؤولون في مهرجان الدوخلة العاشر على الحصان الرابح حين انتخبوا القاص حسين الجفال مديراً لفعاليات الخيمة الثقافية بعد النجاح الباهر الذي قطفوه من إدارته فعاليات المهرجان الثقافية العام الماضي. وربما يكون من المبكر الحديث عن نجاح الفعاليات ونحن في يومنا الأول، ولكن المقدمات تخبرنا بأن النتائج ستكون بمستوى الحلم الذي يكبر بين يدي الجفال والعاملين معه، الأمر الذي يستوجب منا الشكر والامتنان للجهد المبذول الذي يقتطع من حياتهم الخاصة، ومن يومياتهم، ومن أموالهم كثيراً. أعتقد أن نجاح الجفال كان، ولا يزال، قائماً على تنوّع علاقاته الإنسانية العنكبوتية القادرة على رصف المسافة بين المتخالفين، ليقدّم خياراته الثقافية للجميع وفق رؤية إنسانية يتبنّاها مع نفسه قبل أن يفرضها على الآخرين. ويأتي ذلك من منطق «عامل الناس كما تحب أن يعاملوك». لهذا لن أستغرب أن تجلس على منصة الخيمة الثقافية أصوات تأتي من ينابيع ثقافية متنوعة، تحمل رؤيتها المختلفة. لو استثنيت الكاتب محمد العصيمي، ومنصبه الإعلامي، وشغله منصب نائب رئيس الجمعية الدولية للعلاقات العامة للمنطقة الشرقية، فإنّ ممّا يجب ملاحظته أن جميع المدعوين للخيمة لا ينحدرون من مؤسسات رسمية، ولا ينتمون إليها، وإنما يأتون من تاريخهم الثقافي والأدبي الخاص بهم، الذي قدّمهم لجمهورهم بنجاح دون أن يرمي لهم أحد طوقاً للنجاة. أقول، ربما يكون هذا التنوّع هو سر نجاح الجفال في أي مشروع يقدّمه، سواء عبر ملتقى الوعد الثقافي الذي يرأسه، أو عبر مشاريع أخرى. ولكن على الجفال ألّا تعشيه أضواء النجاح، وأن يجعل عينه يقظة باستمرار على الزمن وتغيراته الثقافية السريعة، فما هو ناجح اليوم قد يكون –في الغد القريب- مجرد شكل ثقافي كلاسيكي ممل!