من الواضح أن منظمي «مهرجان الدوخلة» في القطيف بعد تراكم خبراتهم حيال «الخيمة الثقافية» التي كانت هامشية لسنوات في مهرجان شعبي ضخم راهنوا هذه السنة على الحصان الرابح، وذهبوا في الاتجاه الصحيح حين سلّموا رئاسة اللجنة الثقافية للقاص حسين الجفال. لا شك أن هذا الاختيار سيضع المنظمين –مستقبلاً- في مأزق كبير، حيث من المتوقّع أن يلقى البرنامج الذي هندسه الجفال حضوراً جماهيرياً نوعياً واسعاً، وتغطية إعلامية منتشرة على الصعيدين العربي والمحلي، وذلك بحكم علاقات الجفال الثقافية العنكبوتية الممتدّة من الخليج لأقصى المحيط. الأمر الذي سيرهق من سيجيء بعده. ورغم أن الجفال يأتي للمهرجان محمّلا بخبرة مؤسستين مهمتين في الشرقية، النادي الأدبي، وملتقى الوعد إلا أن أثر النادي لم يُلمس في التفاصيل على الإطلاق، فكل من يتابع فعاليات «الوعد» سيدرك سريعاً بأن ملامحه وحدها حضرت بقوة في اختيار الضيوف، وفي تنوّع البرنامج، وفي طريقة التحضير. وكأن هنالك شراكة مؤسساتية غير معلنة بين الوعد والمهرجان غُيّبت لأسباب خاصة قبل الافتتاح، ثم تمّ الإعلان عنها لاحقاً! هذا لو استثنينا -بالطبع- ملاحظات مديري الأماسي بهذا الخصوص ليلة بليلة. لو سلّمنا بهذه الشراكة الناجحة فإنه -على غير العادة- سنلاحظ تغييب المرأة عن فعاليات المنبر، فلقد عوّدنا «الوعد» لسنوات تقديمها كشريك اجتماعي ثقافي أساسي في خطوة تنويرية شجاعة يتحدّى بها خفافيش الظلام. هذا الغياب المؤسف لا يُلام عليه الجفال وحده، فهو محكوم باستراتيجية المهرجان العامة، وإنما المَلامة الحقيقية تقع على منظمي المهرجان الذين يتحصنون اجتماعياً بحضور المرأة في جميع فعالياتهم المسرحية والفنية والتطوعية. فكيف غابت في «الخيمة»؟! باعتقادي كان ممكناً استبدال بعض «الشوارب» بتجارب نسائية ناجحة محلياً وعربياً. والجفال -بالطبع- لا يجهل الأسماء.