تتسابق الأفكار وتتدفق الكلمات الجزلة في الحديث عن الوطن وأمجاده تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً. ذلك الوطن الذي نحمله بين أضلعنا حباً وكرامة ونذود عن حوضه حباً وشجاعة واستبسالاً، فيه تاريخ أبنائنا ومآثر أجدادنا الذين بنوه بسواعدهم ولموه من الشتات والفرقة عندما نادى المؤسس – يرحمه الله – على الوحدة واللحمة فتسابق الجميع لهذه الراية التي حملت إقرار العدل وإنصاف المظلوم ودحر المعتدي وإقامة شرع الله على نهج من الكتاب والسنة المطهرة. بايعوا مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – الذي أرسى دعائم الدولة، وأقر أركانها، ورسم خططها؛ لتكون وحدة حب وخير وعطاء. وبقيت هذه الدولة تسير على نهج المؤسس لا تحيد عنه، وهو الذي أعلى شأن الشرع، وأخذ بواقع الحياة، وجند أبناء الوطن لبناء وطنهم، فكان له وطن أصبح اليوم أكثر وحدة وأعظم إنجازاً. وتوالت الأيام والسنين وتعاقبت القيادات الرشيدة تقود سفينة الوطن جيلاً بعد جيل لكل منها بصمته وتاريخه وإنجازاته التي صبت في معين رفاهية المواطن وبناء الوطن. وفي هذا العهد الزاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ألبسه الله ثياب الصحة والعافية وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز – حفظهم الله – بقي الوطن شامخاً عزيزاً عصياً على كل يد تحاول العبث بأمنه واستقراره في وقت هو من أصعب الأوقات. اليوم أصبحنا في زمن يقتل فيها المرء لا يعلم من قتله ولا يعرف القاتل لماذا قتل؟! انعدم الأمن وضاعت الأرزاق وعمت الفوضى في الأرجاء لينعم الله علينا في مقابل ذلك كله بحياة الأمن والاستقرار ووفرة الاقتصاد وزيادة النماء والازدهار بفضل منه أولاً وتالياً ثم لهذه القيادة الرشيدة التي آمنت بربها وواجبها. لذلك جاءت السياسة الحكيمة والنظرة الثاقبة التي تتحلى بها قيادتنا الرشيدة، كانت – ولله الحمد – الحصن الحصين، وزادت من دعائم الأمن والاستقرار. إن يومنا الوطني مناسبة غالية نستشعر فيها واجبنا لحماية وطننا من عبث العابثين ونغرس في نفوس أبنائنا حب هذا الوطن والولاء لقيادته الرشيدة. كما نحذر أبناءنا من المخاطر التي تترصد بنا ودعوات الانحراف والانجرار وراء السراب للإيقاع بهم في فخاخ الإرهاب والتطرف. فوطننا – ولله الحمد – دولة قائمة على شرع الله الذي أمر به وسنة نبيه المصطفى، وتقوده قيادة رشيدة لها منا الحب والاحترام والسمع والطاعة.