تسبّبت الأجواء الهوائية الباردة وموجات الغبار والأتربة في موجة ارتفاع أسعار أسماك «الصافي والكنعد والهامور» في أسواق المنطقة الشرقية في اليومين الماضيين، بناءً على قلة العرض وارتفاع الطلب، في ظل احتراز الصيادين من الدخول في عرض البحر، واتجاههم لصيد سمك «الصافي» في المواقع القريبة من سواحل المنطقة بواسطة «الشباك»؛ ما أوصل ارتفاعه إلى 100%، وهو أجود وأغلى من الأنواع الأخرى. وشهد سوق الأسماك المركزي في القطيف، وهو أكبر سوق من نوعه في الخليج العربي، ويصدر الأسماك إلى جميع أنحاء المملكة وبعض الدول المجاورة، ارتفاع العديد من أنواع الأسماك فيه، وعلى رأسها سمك «الصافي» الذي يتم اصطياده بالشباك «الغزل»، حيث وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى خمسين ريالاً، مرتفعاً بنسبة 100%، مقارنة بسعره الأسبوع الماضي 25 ريالاً فقط، ووصل سعر السمك «الصافي» الذي يتم اصطياده عن طريق «القرقور» إلى أربعين ريالاً، وكان سعره في الأيام الماضية فقط بعشرين ريالاً. فيما ارتفع سعر سمك «الكنعد» إلى ستين ريالاً، بنسبة 40%، مقارنة بسعره الأسبوع الماضي 35 ريالاً فقط في سوق القطيف، الذي تعدّ أسعار الأسماك فيه الأقل سعراً مقارنة بالأسواق الأخرى في المنطقة، بينما وصل سعر «الهامور» المستورد من دولة عمان إلى خمسين ريالاً، بعد أن كان سعره في الأسابيع الماضية أربعين ريالاً، مرتفعاً بنسبة 20%، واختفى «الهامور» المحلي من السوق صباح أمس. من جهته، أكد ل»الشرق» نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية، جعفر الصفواني، أن أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية طبيعية جداً، وهي تتأثر بالدرجة الأولى بالعرض والطلب، وموقع الصيد، وجودة ونوعية الأسماك، بجانب تنافس أصحاب الشركات والمطاعم والفنادق والبائعين على الحصول على أكبر كمية وبأي سعر من السوق المحلي لخدمة عملائها، مشيراً إلى أن السمك الطازج الذي يكون عادة لايزال حياً لحظة بيعه، يكون أعلى سعراً من نظيره الآخر، كما يختلف سعر السمك بحسب مكانه وطريقة صيده؛ إذا كان بالشباك فهو أغلى سعراً من « القرقور» أو مراكب الصيد الكبيرة التي يبقى فيها السمك من يومين إلى أربعة أيام؛ ولذلك يختلف سعره عند الشراء، ويكون سعر السمك المحلي أغلى من المستورد، مؤكداً أن عامل الأحوال الجوية له دور أيضاً في ارتفاع سعر السمك؛ لأن الصيد يكون فيه بنسبة قليلة بسبب عدم دخول الصيادين البحر، والسعر في موقع «حراج السمك» يكون يومياً، بل ويختلف السعر في فترة الصباح عنه في الفترة المسائية، ويكون السعر عادة بحسب عدد الموجودين وقت المزايدة. وأرجع مجموعة من البائعين تحدثت إليهم «الشرق» خلال جولتها في السوق أمس، الأسباب التي أدت للارتفاعات الأخيرة إلى موجة الرياح التي ضربت المنطقة خلال الأسبوع الماضي حتى الآن، بجانب الأحوال الجوية المتقلبة في المنطقة، ويقول البائع مهدي آل غزوي إن سبب شح الأسماك في سوق القطيف المركزي، لاسيما «الصافي والكنعد»، يعود إلى عدم دخول الصيادين للبحر في اليومين الماضيين؛ نظراً للأجواء غير المستقرة.وأشار بائع آخر إلى أن أسباب صعود أسعار السمك ترجع إلى قلة العرض وتزايد الطلب، وقال إننا لذلك نلجأ إلى استيراد السمك من عمان لتعويض نقصه في السوق المحلي، وهو أقل سعراً من سوق القطيف.