إن كان للقلب هوى يهواه، أو للشعر معنى ينظمه، أو للنثر رواية يصوغها، فإن قلب (مزون) لا يرضى بغير وطنه حبيباً، ولا يحسن الشعر ولا تعلو المعاني إلا فيه. وطني شماله وجنوبه شرقه وغربه هو قطعة مني، بل أنا قطعة منه، لا تسلني عن غروري فيه، ولا تلمني في زهوي به، فأنا أحبه إلى النخاع. إن شئت أعلنها ما عاد يخجلني أني أحبك في سري وفي علني وأنني ذلك الطفل الذي أبداً يأوي إليك إذا امتدت يد الزمن فلا أكون سوى ما شاء لي قدري ولا يكون سوى ما شئت يا وطني وطني أعطاني فأعطيه، من علمني؟ من رباني؟ من حواني؟ من؟ من؟ كلها أسئلة جوابها واحد: هو وطني بعد توفيق ربي، وطنٌ لا تحبه لا تستحق أن تعيش فيه، ما قيمة الفرد إذا لم يقدم لوطنه خيراً أو يدفع عنه شراً، هيا بنا نكون لبنة نافعة لوطننا، نبنيه بالعلم والابتكارات في أبنائنا وبناتنا في الجامعات والمؤسسات، وندافع عنه برد كيد الكائدين وحسد الحاسدين واعتداء المعتدين، وطني اختصر شعوري لك في جملة واحدة: أنت أنا، وأنا أنت، دمت سالماً آمناً يا وطني.