قتل 11 عراقياً في أعمال عنف متفرقة في العراق أمس، في وقت بدأ الجيش حملة للسيطرة على المناطق المحيطة بالفلوجة، على ما أفادت مصادر عسكرية وأمنية وطبية. وقال الطبيب أحمد شاميان «ثمانية أشخاص، بينهم طفلان قتلوا وأصيب تسعة بينهم طفلان آخران ، جراء قصف واشتباكات وقعت في الفلوجة والمناطق المحيطة بها». ووقع القصف والاشتباكات بعد الساعة الثالثة (00:00 ت غ) منتصف ليل الخميس - الجمعة. وأكد محمود الزوبعي، احد زعماء عشائر الفلوجة «وقوع قصف متكرر واشتباكات في مناطق بينها النعيمية والفلاحات إلى جنوب وجنوب غربي الفلوجة، وأاحياء متفرقة شرق المدينة». ويسيطر مسلحون من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وآخرون ينتمون الى تنظيمات متطرفة مناهضة للحكومة منذ بداية العام على الفلوجة ومناطق متفرقة في الرمادي المجاورة. وتواصل قوات الجيش العراقي فرض حصار على المدينة وتخوض معارك مع جماعات مسلحة في محيطها، وتنفذ عمليات ملاحقة لمسلحين في الرمادي. وقتل في أعمال العنف في الفلوجة أكثر من 300 شخص منذ بداية العام . في هذا السياق، أكد مصدر عسكري رفيع المستوى «انطلاق عملية عسكرية للقضاء على تنظيم داعش وتحرير الفلوجة»، مضيفاً أن «العملية مستمرة وصولاً إلى اقتحام المدينة» في موعد رفض تحديده. وأضاف أن «العملية انطلقت في مناطق السجر والفلاحات والنعيمية والجامعة وجسر التفاحة الذي يعد الممر الرئيس لعصابات داعش الإرهابية»، وهي مناطق محيطة بالفلوجة، مشيراً إلى أن العملية تستهدف حالياً السيطرة على هذه المناطق «ولن تنتهي بساعات»، ملمحاً إلى أن السيطرة على المناطق محيط الفلوجة تمهيداً لدخولها تتطلب مدة طويلة. وأعلنت وزارة الدفاع في بيان أمس أن قواتها شنت «عملية اعتراضية واسعة ومباغتة على أوكار عصابات داعش والقاعدة ومن تحالف معهم على محاور في مناطق الفلوجة والسجر والفلاحات والنعيمية والجامعة وجسر التفاحة» المحيطة بها. وأضافت أن قواتها تمكنت «من قتل الكثير من عصابات داعش المجرمة والاستيلاء على أعداد كبيرة من أسلحتهم وعجلاتهم وتدمير الكثير من أوكارهم وما زالت قواتكم البطلة تديم الزخم لمطاردة الفارين من إرهابيي داعش». وشكل خروج الفلوجة عن سلطة الدولة حدثاً استثنائياً، نظراً إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت معركتين شرستين ضد القوات الأميركية في عام 2004. وفي أعمال عنف أخرى قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) إن «ثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة نقيب قتلوا وأصيب اثنان آخران من رفاقهم في انفجار عبوة ناسفة». ووقع الهجوم في قضاء الخالص. وأكد الطبيب أحمد العزاوي حصيلة الضحايا. ويشهد العراق منذ أكثر من عام أسوأ موجة عنف منذ النزاع الطائفي بين عامي 2006 و2008. وقتل أكثر من ألف شخص خلال نيسان (أبريل) الماضي في أنحاء متفرقة من البلاد.