أثار أستاذ اللغة العربية في جامعة شقراء، الدكتور سعد المطوع، جدلاً حول ما طرحه في محاضرته التي ألقاها مساء أمس الأول في النادي الأدبي بالرياض تحت عنوان «شخصية المتدين في الرواية العربية». واعترض عدد من الحضور على عدم المطوع تحديد فترة زمنية للشخصية الدينية التي يتحدث عنها أو تحديد مكانه أو البحث في تكوين الروائي «الديني» لما يكتبه في رواياته. وكان المطوع قد أوضح خلال المحاضرة، التي أدارها محمد الهويمل، أن حديثه عن شخصية المتدين، لا تعني فقط الملتزم في الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن أغلب أهل الأرض يدينون بدين سواء الإسلام أو غيره من الأديان الأخرى. كما شدد على أن المحاضرة تخصصية وليست فكرية، لأنها تهتم بالشخصية الدينية داخل النص لا للواقع. وبيَّن أنه يتحدث عن شخصية المتدين في الرواية العربية بدءاً من فترة الخمسينيات حتى عام 2006م، رافضاً تحديد مكانه في دولة معينة، مشدداً على أن الرواية تكتب بلغة عربية. وقال إن روائيي مصر كانوا من أكثر الروائيين العرب تناولاً لشخصية المتدين، المسلم والمسيحي. وتطرق إلى بداية ظهور المتدين في الروايات، مبيناً أن بوادر المتدين الشعبي ظهرت في رواية «الأيام» لطه حسين، غير أنها لم تكن كاملة، وكذلك شخصية المتدين الحركي في روايه «السكرية» لنجيب محفوظ، لافتاً إلى أن الأخير ليس لديه مشكلة مع الشخصية الدينية. ولفت المطوع النظر إلى أن الحرمان من الأبوة والأمومة والاضطهاد الاجتماعي والنفسي والسياسي محفزة لوجود الشخصية الدينية في الرواية العربية، مشيراً إلى أن نهاية شخصية المتدين قد لا تلتزم بتدينه، بل ربما يتغيَّر، ويتحوَّل ويترك التدين، والمطاردة والتعقب قد تخلق من شخصية المتدين شخصية شرسة، وتكون نهايته الموت بالمطاردة. كما أوضح أن الشك واليقين والصراع بين المتدينين السابقين والجدد والقتل والحوار دافع قوي لظهور شخصية المتدين في الروايات العربية. وعدَّد خلال المحاضرة أنواع الشخصيات الدينية في الرواية العربية، مثل الشخصية الدينية غير المشاركة في المجتمع، مثل الولي الصوفي، وشخصيات تشارك الناس سلمية غير محاربة، وشخصيات دينية مهاجمه للناس والمجتمع. وتحدث عن شخصية المتدين في الرواية العربية بوجه عام، مثل شخصية «الزين» في رواية «عرس الزين» للطيب صالح، ورواية «نزيف الحجر» لإبراهيم الكوني، و»زقاق المدق» لنجيب محفوظ، و «عمارة يعقوبيان» لعبدالوهاب الأسواني، ورواية «عزازيل» ليوسف زيدان. وذكر أن شخصية المتدين في مثل هذه الروايات قد اتخذت أبعاداً كثيرة: اجتماعية ونفسية واقتصادية، ولم تكن مجرد شخصية ذات بعد ديني بحت.