من فينا لايود البقاء سعيداً ومن منّا لايعشق الفرح في الحياة، ولو خُيّرنا في أقدارنا لاخترنا مايُرضينا ومايسعدنا، ولكنها الرياح تجري بما لاتشتهي السفن، فنمرّ في الحياة بأشياء تُشقينا تُبكينا وتقطع أوتار الفرح فنعتصر الألم ونكون حبيسين لأحزاننا لاننفك عنها. وبما أننا أمة مؤمنة كان علينا حقاً الإيمان بما كتب علينا من الأقدار شرُّها قبل خيرها. وكان علينا حقاً أن نرسم السعادة حولنا حتى لو لم نكن نشعر بها. نلاحظ أننا مع مرور الوقت نحاول خلق أجواء السعادة ولو بأبسط الأشياء، ونجد أنفسنا مجبرين على التعايش مع أحوالنا. حيث إن الرضا سعادة والحُب سعادة والعيش بسلام سعادة. جميعها أمور داخلية تنبع من أعماق النفس الإنسانية، قد لاتحتاج منا مجهوداً شاقاً لكنها بحاجة إلى ممارسة جادة لنتعلم كيف نرضى وكيف نحب بصدق، وكيف نحيا بسلام مع النفس قبل البشر. خلو القلب من شرور النفس، وتعلق الروح بحب الخير هو سعادة بحد ذاتها. مجالسة الوالدين سعادة، والقرب بمن تحب سعادة، وفعل الخير سعادة، وخروجك للعمل سعادة كلها أمور لو فُعلت لأشعرتنا بقيمة الحياة وثمنها. قد تُهدر منا أوقات وقد تُسلب منّا النعم وقد نتغافل عن أشياء بالإمكان أن تكون مصدراً لسعادتنا وبلسماً شافياً لأوجاعنا. فالأصل في الإنسان – الباحث عما يُفرح قلبه – هو الخير وتبقى الماديات شيئاً ثانوياً لا تبعث السعادة الكاملة، لذا عليه البحث عن السعادة في أعماقه. لنتعلم كيف نصنع السعادة أو نختطفها من فم الأسد، فالحياة لحظات وأجمل تلك اللحظات أن تشعر فيها وتُشعر غيرك بالفرح.