- تتركز الجهود الدولية اليوم في باريس على وضع اللمسات الأخيرة على شكل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب ممثلاً في تنظيم «داعش» وتحديد أدوار الدول المشاركة في الجبهة التي ارتسمت معالمها في اجتماع جدة الخميس الماضي. - ويبدو أن التحالف الدولي ضد الإرهاب لا يستهدف محاربة «داعش» وحسب، وإنما يستهدف أيضاً كشف الأنظمة والدول التي تموِّل وتدعم الإرهاب وتشجع على ممارسته في المنطقة، إنه تحرك في إطار محاولة وضع هذه الدول في موقعها الطبيعي، وبالتالي من الطبيعي وجود مقاومة لهذه الجهود. - طهران التي تدعم عديداً من المنظمات الإرهابية من تنظيم القاعدة إلى حزب الله اللبناني ونظام الأسد مروراً بالحركة الحوثية، تعلن أنها ستقف ضد التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب وتتهمه بأنه يضم دولاً تدعم الإرهاب، هذا يعني أن طهران تصر على الاستمرار في دعم الإرهاب. - موسكو هي الأخرى ما فتئت تشجِّع حكام طهران على المضي قدماً في سياساتهم الداعمة للإرهاب، بل شكَّلت المظلة السياسية لنظام الأسد طوال السنوات الماضية وهي ترفض الانضمام للتحالف الدولي بدعوى أنه يخالف القانون الدولي ويعمل خارج المظلة الأممية، علماً أن روسيا خالفت ذلك في أوكرانيا ودعمت المسلحين شرقها، من الواضح أن قادة روسيا يسعون إلى عرقلة تشكيل هذا التحالف. - بدوره، يمارس نظام الأسد إرهاب الدولة على نطاق واسع وهو المسؤول عن توطن التطرف في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، لذا فإنه يجد نفسه في مكانه الطبيعي ضمن محور الإرهاب، ويسعى هو الآخر لعرقلة الجهود الدولية في مواجهة تنظيم «داعش». - تشكيل التحالف الدولي ضد الإرهاب يطرح أكثر من سؤال.. هل هو البداية لتشكل تحالفات دولية كبيرة تحارب الإرهاب وداعميه من دول ومنظمات؟، إلى أي مدى سيلحق هذا التحالف الضرر بمصالح موسكووطهران؟ وهل يقرِّب من سقوط الأسد؟. - سؤال آخر يتعلق بحضور الرئيس العراقي مؤتمر باريس وغياب طهران.. هل سيكون هذا بدايةً للعد العكسي لنفوذ إيران في العراق؟.