يستميت نظام بشار الأسد لاستعادة شرعيته المفقودة من بوابة محاربة الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش المتطرف، وهو يعرض «التعاون والتنسيق» مع أي دولة في العالم لمحاربة هذا التنظيم حسبما ذكر وزير خارجيته وليد المعلم أمس. وتدعم روسيا هذا التوجه وتطلب من الغرب «تجاوز ضغائنه»، بحسب التعبير الروسي، تجاه الأسد في سبيل وقف التمدد الداعشي في سوريا بعد أن ذكرت واشنطن أنه لا يمكن القضاء عليه دون محاربته داخل الأراضي السورية وعدم الاكتفاء بضربه في العراق. نظام الأسد رأى في هذه التصريحات، وهذا الاستنفار العالمي ضد «داعش»، فرصة مناسبة لمحاولة استعادة شرعيته التي أهدرها بنفسه بعد أن تسبب في قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وبالتالي لم يعد من إمكانية لتجديد هذه الشرعية لأن صاحبها أساس الأزمة والمتسبب الأول في استفحالها وهو من سمح للتطرف بالتوطن في بلاده. ومن كان سبب المشكلة لا يمكن أن يكون جزءا من الحل حتى لو تبنى خطابا تصالحيا مع الغرب، فالمشكلة ليست مع الغرب وإنما مع الشعب السوري. محاربة «داعش» لا تعني تطبيع العلاقة مع الأسد، فليس بالضرورة أن يكون «عدو عدوي صديقي»، والتنظيم المتطرف ونظام الأسد يرتكبان نفس الجرائم بحق المدنيين، وليس حديث وليد المعلم عن ائتلاف دولي لمحاربة «داعش» هو من سيخفي هذه الحقيقة. سوريا تحتاج إلى نظام بشرعية جديدة يستمدها من رضا السوريين عنه، ولن يتحقق ذلك إلا بابتعاد الأسد ورجاله، أما محاربة «داعش» فهي مهمة الدول الرافضة للإرهاب الداعية لتكاتف الجهود العالمية ضده، وليس هذا من صفات النظام السوري حالياً.