كشف خروج المنتخب السعودي للناشئين من نهائيات كأس آسيا المقامة حالياً في تايلاند، عن جملة من الأخطاء الإدارية التي ارتكبها الجهاز الإداري بحق اللاعبين منذ فترة التحضير للبطولة حتى لحظة الوداع المر. وأكدت ل «الشرق» مصادر متطابقة شاركت في معسكر المنتخب السعودي أثناء إقامة البطولة، أن الجهاز الإداري ارتكب عدداً من الأخطاء بحق اللاعبين الصغار، بدأت بحرمان اللاعبين من حقوقهم المادية المقررة لهم نظاماً، وانتهت بتجريدهم من لبس شعار المنتخب السعودي، وكل الملابس التي تم صرفها لهم بصفتهم ممثلين لبلادهم. وأبدى عدد من اللاعبين الذين التقتهم «الشرق» وفضلوا عدم الكشف عن أسمائهم خوفاً من العقاب، تخوفهم من أن يؤدي الترهل الإداري إلى المماطلة في حقوقهم المالية المثبتة نظاماً، والمحددة بمبلغ عشرة آلاف لكل لاعب، وهو المبلغ المقرر صرفه قبل بدء البطولة. وبحسب المعلومات الواردة من بعض اللاعبين ومصادر إدارية في المنتخب السعودي للناشئين، «رفضت الإدارة إعطاء اللاعبين أكثر من 95 ريالاً في اليوم الواحد»، وهو المبلغ الذي خصصته ليكون مصروفاً يومياً، على الرغم من أنه لا يكفي لسداد اشتراك الإنترنت. وشددت الإدارة الخناق على اللاعبين طوال فترة مشاركتهم في البطولة الآسيوية، لدرجة حرمانهم من قضاء بعض الوقت للترويح، ومنع النزهات بأي شكل كان، فضلاً عن منعهم من الاحتكاك أو الحديث مع زملائهم لاعبي المنتخبات الأخرى المقيمين في الفندق ذاته. قادت جملة من الأخطاء الإدارية في المنتخب السعودي لدرجة الناشئين لكرة القدم، الأخضر الصغير إلى الخروج المبكر من نهائيات كأس آسيا للناشئين تحت 16 سنة التي تقام منافساتها هذا الأيام في العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث أثَّرت تلك القرارات على نفسيات اللاعبين، وكانت من أهم الأسباب التي ساهمت في وداع مرير لم يتوافق مع حجم التحضيرات التي جاءت على 6 مراحل كانت ما بين الرياض، الطائف، تركيا، أبها، دبي والعاصمة الماليزية كوالالمبور قبل التوجه إلى العاصمة التايلاندية بانكوك. وعلى الرغم من حاجز السرية الذي فرضته إدارة المنتخب السعودي لكرة القدم لدرجة الناشئين خلال مشاركته في البطولة الآسيوية، إلا أن «الشرق» نجحت في تجاوز حاجز السرية، وكَشْف عددٍ من النقاط التي تسببت في خروج المنتخب بعد أن تذيَّل ترتيب المجموعة الرابعة التي ضمت إلى جانبه منتخبات سوريا، قطر، وإيران، وجمع خلالها نقطتين فقط من تعادله مع سورياوقطر، وخسارته أمام إيران. وشهدت مباريات الأخضر الصغير الثلاث عقماً هجومياً كبيراً، إذ لم يسجل المنتخب سوى هدفين فقط بواقع هدف في مباراة إيران، ومثله في مباراة قطر، وهو ما رفضه المدرب الإسباني أنطونيو الذي أصرَّ على أن الحظ لعب دوراً كبيراً في خروج المنتخب خالي الوفاض من البطولة. وتسببت هذه التصريحات في صدام كبير بين عدد من الإداريين القائمين على المنتخب والمدرب الإسباني أنطونيو، حيث حمَّلوا المدرب مسؤولية الإخفاق، مؤكدين أن علة المنتخب الأساسية التي لم يجد لها المدرب الإسباني الحلول طوال الفترة الماضية كانت تكمن في افتقار المنتخب للمهاجمين ما انعكس بشكل واضح على الأداء والنتيجة. ومن العوامل التي ساهمت أيضاً في الخروج المرير للمنتخب جملة من القرارات الغريبة التي فرضتها إدارة المنتخب السعودي للناشئين فور وصول البعثة إلى العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث منعت اللاعبين طوال فترة مشاركتهم في البطولة من الاحتكاك بالبعثات الموجودة في مقر إقامة الأخضر، بالإضافة إلى حرمانهم من مغادرة الطابق العاشر المخصص للبعثة السعودية، وعدم النزول إلى بهو الفندق تحت أي ظرف، مهددة أي لاعب بتجاوز التعليمات بالعقاب الذي يصل إلى حد الخصم من المصروف اليومي. كما عانى لاعبو الأخضر الصغير من الضغوط التي فرضت عليهم من الجهازين الإداري والفني بعد أن اقتصر وجودهم في بانكوك على الإقامة في مقر إقامة البعثة، وعدم السماح لهم بمغادرة المعسكر، فضلاً عن عدم تنظيم أي جولة ترفيهية للاعبين، ما أثار استياء اللاعبين الذين طالبوا ببرنامج ترفيهي، لكن طلبهم قوبل بالرفض بحجة عدم وجود الوقت الكافي كون جدولة البطولة هي من فرضت البرنامج المعد للبعثة السعودية. وكانت إدارة المنتخب السعودي للناشئين قد حددت مبلغ 95 ريالاً كمصروف يومي للاعب الواحد، مع منح اللاعب الحرية الكاملة لاستقطاع قيمة الإنترنت الذي يكلف ما يعادل ال 360 ريالاً لمدة 24 ساعة بواقع 15 ريالاً للساعة الواحدة، وذلك بعد أن أبلغت إدارة المنتخب اللاعبين فور وصولهم إلى العاصمة التايلاندية بانكوك بعدم تكفلها بقيمة الإنترنت. تفأجا اللاعبون بعد نهاية الجولة الأخيرة التي شهدت وداع الأخضر للبطولة بقرار إداري يطلب منهم تسليم كافة الملابس المتعلقة بالمنتخب السعودي ك «الطقم الموحد والجاكيت»، بحجة انتهاء المعسكر وعدم حاجة اللاعبين لارتداء الشعار في الفترة المقبلة. منحت إدارة الأخضر الصغير اللاعبين ساعتين فقط لمغادرة تايلاند بعد الخروج من البطولة، وفاجأتهم بأنها قد رتبت حجوزات البعثة السعودية على الخطوط الماليزية لتنقلهم بعد نهاية المباراة إلى كوالالمبور، ومن ثم التوجه إلى الرياض عبر الخطوط السعودية. بلغت قيمة المكافآت المحددة للاعبي للأخضر الصغير ما يقارب ال 10 آلاف ريال لكل لاعب بعد نجاحهم في الوصول إلى نهائيات كأس آسيا الحالية من خلال التصفيات النهائية التي أقيمت العام الماضي في العاصمة الأردنية عمان، لكن هذه المكافآت لم تصرف حتى الآن للاعبين الذين أكد عدد منهم – تحتفظ «الشرق» بأسمائهم- أن الوعود بصرف المكافآت تأجلت أكثر من مرة، مبدين تخوفهم من عدم صرفها مستقبلاً خصوصاً بعد الخروج من البطولة الآسيوية. لعبت البعثة السعودية الدبلوماسية في تايلاند ممثلة في رئيس البعثة المكلف بأعمال السفارة السعودية في بانكوك عبدالسلام العنزي والعاملين في السفارة خالد العتيبي وخالد الشمري، دوراً كبيراً في توفير سبل الراحة للأخضر فور وصوله إلى بانكوك، حيث وفرت مرافقاً للبعثة وعدداً من المترجمين، بالإضافة إلى إقامة مأدبة عشاء منع مدير الجهاز الفني للمنتخب السعودي اللاعبين من حضورها بداعي الإرهاق، واقتصر الحضور على رئيس البعثة خالد الزيد والدكتور خالد المقرن وممثل اللجنة الأولمبية عبدالله المصيليخ.